بعدما أثقلتنا سنة 2014 للميلاد،بهموم كثيرة وأحداث عظام، كانت سنة الشتات للشرق الأوسط ،سوريا قسمت ،العراق بطرت أطرافه ،أما لبنان أضحى مختبر تجارب القوى الكبرى،سنة خروج الدواعش و التكفيريين ،سنة فتاوى التكفير و الضلال،سنة إضعاف مصر. أزمات الإخوة الخليجين،و المشادات الدبلوماسية ،ما إن عادت المياه لمجاريها حتى ضربت اقتصادياتهم في الصميم،و الخاسر الأكبر جارتنا الجزائر،في المقابل تونس تحيى من جديد،تخرج من تحت الرماد و الصراعات المذهبية و الفكرية المتطرفة بعرس ديمقراطي بمقاس تونسي صرف. سنة توسع الذئب التركي أو العثمانيين الجدد،من داخل أنقرة إلى حدود صربيا و تيرانا،إلى إعادة التدخل في شؤون القوقاز و مقدونيا فدول الهلال الخصيب، من جهة أخرى الساساني الصفوي يبحث له عن موطئ قدم في الشرق ،إيران و العمامة السوداء يقف جاثما على صدر العراق الحبيب في الأحواز ،فينشر جناحات آلهة ساسان على كل دول ما وراء النهر،هذا الفارسي يبحث ينقب يطور ،يتحالف و يخاصم يتحدى كما يفعل العثماني إلى جانب الدول الكبرى في المنطقة،لكن أين العرب من كل هذا؟؟ الكيان الصهيوني الغاصب لقدس أقداسنا ،ينهب خيراتنا يدمر ،ينشر أفكاره الهدامة،يتحايل علينا في المصطلحات حتى نسقط في فخ ألاعيبه، لكن أين العرب من كل هذ؟؟ على طول امتداد رقعة الدول العربية ،هناك نيران مشتعلة ،تخمد هنا فتشتعل هناك، الرماد الساخن،إلا سلطنتين،المملكة المغربية و سلطنة عمان . إن السياسة الحكيمة التي تنهجها الدولة المغربية خاصة منذ اقتراب ما يعرف بالربيع العربي،أدت إلى الاستقرار في الوطن،التقارب الأخير ما بين الرباط و طهران و كذا قصر طوب كابي بتركيا، و مع اللاعب العربي الأهم في المنطقة يبعث أكثر من رسائل مشفرة وواضحة لمن يهمه الأمر. نتمنى أن يعم السلم و السلام في هذه السنة الميلادية الجديدة،أن تعود المآذن تصدح بالآذان،وأجراس الكنائس المشرقية تقرع من جديد،لكن نعلم أن نقمة البترول التي بدأت تكتشف في كل من أرض الكنانة و سورية الجغرافية الكبرى و فلسطين ،لن تترك أي مجال للسلام،خاصة و العرب منبطحين على أعقابهم منكسرين.