صبيحة الجمعة 16 ماي 2014 ، عقد مجلس جماعة "إعزانا "دورة استثنائية خصصت لدراسة عدد من القضايا التي تشغل بال الساكنة وفي مقدمتها الوضعية الكارثية للصحة وما يرتبط بالماء والكهرباء وما يتم تداوله في الشارع من أخبار حول عزم جهات معينة للاستحواذ على أراضي المواطنين.
الدورة ترأسها الحاج محمد أبركان بحضور السيد قائد بني شيكر وبوغافر، واستهلت بعرض النقط المسجلة ضمن جدول أعمالها والتي تنعقد – يقول البرلماني الحاج محمد أبركان -استجابة لرغبات ساكنة الجماعة التي تتألم للتهميش الذي يطال عددا من المجالات الحيوية والضرورية فيها .
وتساءل الحاج أبركان عما إذا كانت جماعة "إعزانا" فعلا جماعة لها سيادتها كباقي الجماعات بالإقليم؟ أم أنها مجرد ملحقة ليس إلا ؟وأشار إلى معاناة المواطنين القاطنين في دواوير الجبال مع الجفاف لغياب الماء الصالح للشرب.
السيد ممثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب أخبر السادة أعضاء المجلس، بأن الميزانية الخاصة بعمليات الربط قد تمت المصادقة عليها وسيتم الإعلان عن الصفقة في غضون الأيام القليلة المقبلة.
واستعرض المجلس خلال دورته الاستثنائية هذه مشاكل المواطنين مع المكتب الوطني للكهرباء خصوصا ما يتعلق بإزالة العدادات من منازلهم ، وفي رده على ما أثير من مشاكل وملاحظات ، أكد السيد ممثل المكتب الوطني للكهرباء بأن لجنة تقنية مشتركة بين هذا الأخير ومجلس الجماعة ستتكون لمعالجة المشاكل المطروحة خلال سقف زمني لا يتعدى 15 يوما مع القيام بحملات تحسيسية .
وبخصوص ظاهرة المبيت في شواطئ الجماعة الذي يساهم في استعمال المخدرات وتناول الخمور وممارسة الفساد وغيرها منم الظواهر المشينة التي يرفضها مواطنوا الجماعة ، فقد تقرر منع المبيت مهما كانت المبررات.
وأثناء التداول في ما يروج من أخبار في الشارع العام حول الإقدام على نزع أراضي من سكان الجماعة في إطار مشروع تشييد ميناء الغرب المتوسطي ، أوضح الحاج محمد أبركان أنه يقدر وساكنة الجماعة كافة قيمة هذا المشروع الذي ستعرفه الجماعة ، لكنه لا يجب أن يكون مبررا لجهات معينة من أجل الاستحواذ على أراضي المواطنين مؤكدا أنه يجهل لحد الساعة ما يدبر في الخفاء بالنسبة لهذه النقطة التي تؤرق المواطنين .
السيد قائد بني شيكر وبني بوغافر أكد بدوره أهمية المشروع الذي يشكل مستقبلا زاهرا للمنطقة ونفى ما يروج من أخبار بشان الاعتداء على أراضي الساكنة .
وفي ختام دراسة هذه النقطة ، طالب الحاج محمد أبركان من الجهات المسؤولة بضرورة الجلوس مع المواطنين وممثليهم لوضعهم في الصورة حول ما يقال، وهم لن يقبلوا بالاعتداء على أراضيهم بدعوى تشييد الميناء.
وبشأن النقطة المتعلقة بسحب رخصة الرماية بالجماعة ، تقدم المجلس وبعد شروحات مهمة ، بملتمس للسلطة المحلية من أجل العمل على سحب هذه الرخصة تجنبا لما قد تسببه من كوارث.
الحاج محمد أبركان وخلال التطرق لنقطة حول محطة الوقوف الخاصة بسيارات الأجرة الكبيرة بالجماعة ، أوضح بأنه ليس من المقبول بأي شكل من الأشكال السماح لهذه السيارات بالوقوف أمام منازل المواطنين ، وأن هناك محطة سبق للجماعة أن أحدثتها لها ويجب احترامها ،أما التهديدات النقابية لفرض الأمر الواقع فلن تجدي نفعا أمام إصرار المواطنين على الدفاع عن حرمة مساكنهم.
وتدارس المجلس في دورته الاستثنائية ممارسات أحد أعوان السلطة " مقدم " وشكايات المواطنين منه ، وهنا تدخل السيد القائد ليخبر أعضاء المجلس بأن قرارا قد تم اتخاذه هذا الأسبوع يقضي بإعفاء هذا العون من مهامه.
الوضعية الكارثية للصحة العمومية المريضة بجماعة إعزانا ، أخذت حيزا مهما من مناقشات أعضاء المجلس ، وفي هذا الصدد أكد الحاج محمد أبركان ، بأن مستوصف الجماعة ، يعود لعهد الحماية وكان يتوفر على طبيب ، غير أنه بعد التطور الذي عرفته الجماعة ، تم الاستغناء عن الطبيب وأصبحت الساكنة لا ترى أمامها سوى أحد الممرضين ، علما بأن ساكنة الجماعة تبلغ 18 ألف نسمة ، وتساءل الحاج محمد أبركان عن أية إهانة يمكن أن توجه للساكنة ، أكثر من الغياب الغير المبرر لمسؤول قطاع الصحة عن حضور الدورة الاستثنائية هذا اليوم رغم مراسلته ومطالبته بالحضور ، وأشار إلى أن مسؤولي الصحة ماداموا قد شعروا بالفشل ، عليهم بتفويت المستوصف لفائدة الجماعة ، وإذ ذاك ستتكلف هذه الأخيرة بتوفير الموارد البشرية.
ومباشرة بعد مناقشة مختلف النقط الواردة في جدول أعمال الدورة والإحساس بالحيف والغبن ، قرر أعضاء مجلس الجماعة وبالإجماع ،التصويت على قرار يقضي بإغلاق الجماعة وتسليم مفاتيحها للسلطة المحلية عملا بمقتضيات الفصل 80 من القانون المنظم للجماعات المحلية مع الدخول في اعتصام مفتوح ، وختم البرلماني الحاج محمد أبركان كلمته بالتأكيد على أنه ليس من مستعملي " الماكياج " لوجوهههم ، وأن تواجده في الجماعة كان من أجل خدمة الساكنة وحل مشاكلها والانخراط في كل عمل تعاوني يهدف إلى ذلك ، لكن بعد الإهانة التي توجهها بعض القطاعات لساكنة الجماعة ، فهو يفضل المغادرة احتراما للتاريخ الذي يسجل كل صغيرة وكبيرة. شريط فيديو يوثق أشغال هذه الدورة ترقبوه على موقعكم بعد قليل.