تعتبر جماعة الكنزرة من أهم الجماعات القروية بإقليمالخميسات، من حيث مؤهلاتها الطبيعية وموقعها الجغرافي. فرغم محدودية مداخيلها، إلا أنه بالإمكان، إن تضافرت جهود المسؤولين المعنيين، أن تصبح قطب اجتذاب سياحي بامتياز، فهي فضاء مُغر بطبيعته وبإمكانياته الطبيعية والثقافية: بحيرة سد الكنزرة، الغابة، الجبال، النباتات، الثقافة الأمازيغية والعادات المحلية، ومجالات طبيعية ومميزات جمالية تقليدية لإنعاش السياحة القروية. فالجماعة التي يسهر على تدبير شؤونها فريق متجانس برئاسة الحسن مبخوث، النائب البرلماني للمنطقة ممثلا لحزب التقدم والاشتراكية، تعاني من إكراه كبير، يؤثر بشكل قوي على سيرها العادي، هذا الإكراه يتمثل في ضعف المداخيل، حيث تعتبر جماعة الكنزرة، على عكس مايعتقده البعض إما عن جهل اوقصد، من الجماعات الفقيرة، والتي لاتتوفرعلى مداخيل قارة، حيث تعتمد في ميزانياتها، وبشكل ملحوظ، على إمدادات الدولة، من خلال حصة الجماعة من منتوج الضريبة على القيمة المضافة. هذا الإكراه لم يثبط عزائم أعضاء المجلس ولم يبقوا مكتوفي الأيدي، بل على عكس مايتداوله البعض من قليلي الإيمان، انخرط المجلس بأغلب مكوناته في دينامية البحث عن مصادر أخرى للتمويل من مختلف الإدارات المعنية، في أفق بناء شراكة خلاقة -بعيدة كل البعد عن استعراض الذات والتنكر لما تم إنجازه- هدفها سكان جماعة الكنزرة الأوفياء بصدقهم لجماعتهم، باعتبارهم محور أي عملية تنموية بالجماعة. الدورة العادية لشهر أبريل 2010، والتي عقدها المجلس الجماعي للكنزرة في بحر الأسبوع الماضي، عرفت حضور عامل إقليمالخميسات السيد عبد الرحمان زيدوح رفقة الكاتب العام للعمالة السيد محمد أضريف ورئيس دائرة الخميسات السيد خيار وقائد قيادة المصغرة ايت يادين السيد حرضة إضافة إلى رؤساء المصالح الإقليميةبالخميسات وممثليها، ويتعلق الأمر بممثلي كل من: المكتب الوطني للكهرباء والمكتب الوطني للماء والصحة وممثلين عن مصلحة التجهيز ونيابة وزارة التعليم. ويأتي حضور عامل إقليمالخميسات لدورة المجلس في إطار تتبعه عن قرب لمجريات عمل المجالس الجماعية المنتمية للنفوذ الترابي لإقليمالخميسات، والوقوف عن كتب على واقع جماعة الكنزرة. هذا وفي معرض تدخله في النقطة الأولى من جدول الأعمال، أبرز الحسن مبخوث رئيس الجماعة حصيلة منجزات جماعة الكنزرة وأهم الأوراش التي انخرطت فيها الجماعة والمتمثلة في: القيام بدراسة شملت تشييد مسالك وطرق الجماعة، بناء الطريق الرابطة بين الكوربة وسيدي عبد الرزاق، والطريق المارة عبر بريمة في اتجاه جماعة سيدي عبد الرزاق، حيث أنجزت الجماعة الشطر الأول الذي يربط مركز بريمة بجماعة ايت يادين على طول 6 كلم، والطريق الرابطة بين دوار الراشدية ودوار ايت حدو مسعود عبر عين بيضة على طول 5.250 كلم، ثم الطريق الرابطة بين قنطرة واد بهت ودوار الكنزرة والمشروع برمته في طور الإنجاز، والطريق الرابطة بين دوار لحفاري إلى البحيرة بشراكة مع المجلس الإقليمي، وأشغال بناء الطريق الرابطة بين الكنزرة وعين الجمعة على طول 14 كلم بشراكة مع وزارة التجهيز. أما فيما يتعلق بالمسالك فأشار رئيس المجلس إلى فتح مجموعة من المسالك سواء بتمويل من الجماعة أو بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويتعلق الأمر بالمسالك التالية: مسلك البحيرة الحواديف، مسلك سيدي الشيخ البحيرة، مسلك سوق الاثنين دوار بولحرمل، مسلك دوار بوزعازع دوار آيت علي... وهناك -يضيف مبخوث- مسالك في طور الإنجاز كإتمام مسلك البحيرة الحواديف، والمسلك الذي يربط الطريق الجهوية في اتجاه سيدي سليمان دوار الشوك. هذا دون إغفال برمجة مسالك أخرى لإزاحة مخلفات التساقطات الأخيرة التي شهدتها المنطقة. أما فيما يخص الربط بالشبكة الكهربائية، فقد أكد رئيس المجلس، وبشهادة ممثل المكتب الوطني للكهرباء، أن كهربة الدواوير بجماعة الكنزرة انتقلت من 2% سنة 1999 إلى 83% سنة 2010، حيث أن هناك مجهودات تبذل في هذا المجال بتنسيق مع المكتب الوطني للكهرباء من أجل إنجاز الدراسات للدواوير التي تعرف بعض الخصاص لربطها بالشبكة الكهربائية في القريب العاجل. حتى نصل -يضيف رئيس الجماعة- إلى نسبة تغطية تقارب 90% في أواخر سنة 2010· وفي مجال الربط بشبكة الماء الصالح للشرب، أشار الحسن مبخوث بأن نسبة التغطية للدواويرتفوق 80% دون إغفال بناء مايناهز15 سقاية عمومية، وهناك مشروع ضخم في طور الإنجاز بشراكة مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لبناء محطات للضخ وإنشاء خزانات للماء ليتم تزويد مجموعة من الدواوير بالماء، منها: ايت بوطيب وايت سي عقة وعبورة واقجعي وأيت زايد وتعاونية الراشدية وعين البيضة وايت حدو مسعود وايت سعد وايت الربعين... لتصل نسبة الربط بشبكة الماء الصالح للشرب إلى90%. وهناك مشاريع لاتقل أهمية، يضيف رئيس المجلس، وهي مرتبطة بمجالات حيوية وأساسية: بناء نادي نسوي، بناء دار للطالبة بمساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية... وفي ختام تدخله التمس رئيس جماعة الكنزرة من عامل إقليمالخميسات المزيد من تقديم يد المساعدة لتنمية الجماعة، مجددا ملتمس المجلس مكن أجل بناء ممر على وادي بهت لفك العزلة التي تسببت فيها الفيضانات الأخيرة عن دوار بولحرمل. هذا وبعد تدخلات مجموعة من الأعضاء بالمجلس الجماعي، الذين عرضوا المشاكل والإكراهات التي تعرفها جماعة الكنزرة في مختلف المستويات، بالإضافة إلى حجم الإنجازات التي تحققت في عهد المجلس الجماعي وردود وتعقيبات رئيس الجماعة ورؤساء وممثلي المصالح الإقليمية، تدخل عبد الرحمان زيدوح عامل إقليمالخميسات ليذكر أعضاء المجلس بالإطار العام الذي تدخل فيه زيارته لجماعة الكنزرة والتي تروم الإنصات والتواصل عن قرب مع المنتخبين والمواطنين قائلا "بأنني فخور بالحضور في هذه الدورة العادية للمجلس الجماعي لجماعة الكنزرة التي يترأسها السيد الحسن مبخوث، حيث استمعت إلى تدخلات السادة الأعضاء التي كانت في الغالب تلقائية، لأن هذه مسؤولية وأمانة في عنقكم أمام السكان الذين انتخبوكم، وأن هذا المجلس هو مجلس مثالي، فالسيد الرئيس محظوظ، حيث لم ألمس أي معارضة، وبهذه المناسبة أؤكد للجميع، وحسب المعطيات المتوفرة لدينا، بأن جماعة الكنزرة جماعة فقيرة مقارنة مع حاجياتها ومشاريعها المنجزة والمبرمجة، وبأن ليست هناك أي اختلالات في التسيير ولا اختلاسات في الصفقات، الجماعة سليمة وصحتها جيدة وتدبير شؤونها واضح بالملموس اليوم على عكس جماعات أخرى..." ويضيف عامل الإقليم في معرض تدخله "الشهادة لله، بأن رئيس الجماعة يطرق الأبواب مستغلا علاقاته كبرلماني لتنمية الجماعة، رغم إكراهات التمويل، حيث الجماعة تعتمد في أكثر من 75% من مداخيلها على حصة الضريبة على القيمة المضافة، هناك مجهود كبير يبذل بتعاون مع السلطات الإقليمية والمحلية، وهناك مشاريع مبرمجة مع المجلس الإقليمي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ولابد من التدخل لدى مجلس جهة الرباطسلا زمور زعير للمزيد من المساعدة لتلبية حاجيات السكان... وفي ختام كلمته دعا عامل الإقليم الجميع إلى الانخراط في هذه الدينامية، فالوقت لايسمح للحساسيات والمزايدات السياسية فالحملة في الشارع لاتفيد، بل التنمية وتضافر الجهود لتلبية مطالب الساكنة هو الهدف النبيل والأسمى"· ونشير على أن هذه الدورة تداول وصادق فيها المجلس على 6 نقط تتعلق بالحصيلة والمنجزات ومعاناة سكان دوار بولحرمل بسبب فيضان وادي بهت والتخفيف من معاناة دوار الزكارير بسبب انعدام الطريق والتخفيف من معاناة سكان ايت العسري- اقجعي- ايت بكر- ايت حمو عيسى وايت سليمان لربطهم بالشبكة الكهربائية ودواوير عين البيضة وايت حدو مسعود بالماء الصالح للشرب ودراسة إحداث مستوصف بتعاونية الراشدية وإتمام إعدادية محمد القري بدوار الكنزرة وإعادة بناء مدرسة ايت سعد التي تهدمت، كما تداول وصادق المجلس على تفويت قطعة أرضية جماعية لجمعية فضاء تين هينان لدعم المرأة من أجل تنمية المنطقة سياحيا والنهوض بالمرأة القروية... وعن أهمية هذه الدورة التي تتبع أطوارها عدد من مراسلي الصحف الوطنية والمحلية إضافة إلى مجموعة من المواطنين، أكدت لنا عينة من السكان عن "أهمية هذا الاجتماع وهذه المبادرة التي أقدمت عليها السلطة الإقليمية في شخص السيد العامل والسيد الكاتب العام للعمالة وكلمة عامل الإقليم الذي تفاجئنا بها بحيث يعرف عن كتب وعن قرب المشاكل الحقيقية لساكنة جماعة الكنزرة وإنجازاتها القيمة رغم ضعف مداخيلها، بحيث أن كلمة العامل أوضحت الصورة التي كنا نجهلها، وهي الصورة الحقيقية لعمل المجلس ومكوناته والذي نكن له الآن كل الاحترام والتقدير على مايقوم به لصالح الساكنة، كماأن هذه الدورة -يضيف السكان الدين حجوا إلى مقر الجماعة- خلفت انطباعا جيدا على شفافية إنجاز المشاريع وللثقة التي يوليها جميع المتدخلين لمجلس جماعة الكنزرة، وللمفهوم الجديد لتدبير الشأن المحلي ولسياسة القرب التي جسدتها وتجسدها اليوم السلطة الإقلمية والمحلية على أرض الواقع.