اخبار الناظور.كوم: نقلا عن موقع كوروكو.كوم الذي يشرف عليه الزميل محمد جعيدان لا سرّ ولا هرّ في ذلك...كل ماهنالك أن أعضاء مجالسنا القروية والبلدية يغطون في نوم عميق ،كالقطط السمينة،كلما شبعت بطونها الخاوية بوجبات الفئران والجرذان المختبئة بمجاري الواد الحار ومطارح النفايات ركنت الى الخمول والسكون في الرماد إلى حين إحساسها بالجوع والبرد ثانية... فتنفض عنها غبارها وتموء وهي تبصبص بأذيالها المقطوعة كالقردة الخاسئة وتتحرك ببطئ بسبب بطونها المنتفخة لحد التخمة و تهز بصعوبة مؤخراتها المهترئة...وتعد الساكنة،مرة أخرى،بأنها ستحارب الفئران والجرذان والتماسيح والعفاريت وستنظف الحي والأزقة من الأزبال المتراكمة وستصلح الطرق المحفرة وستوفر الإنارة العامة وستوفر مناصب شغل للعاطلين ...علما أن مستشاري جماعاتنا القروية والحضرية معظمهم ينحدرون من أسر فقيرة وأوساط إجتماعية حقيرة أعني خرّازون وجزّارون وحدّادون وخضّارون وإسكافيون ومخبرون ومهربون ومروجو الخمور ومشعوذون ومرتزقة وسماسرة وعاطلون ونصّابون وفي أحسن الأحوال ممرضون ورجال تعليم وممولو الحفلات والنّكّافات ...همهم الوحيد والأوحد هو النهب والسلب للخروج من مستنقع فقرهم واحتياجهم وغبنهم المادي...وتبقى خدمةالمصلحة العامة للمواطنين آخر مايفكرون فيه...فتجدهم يتعالون على ناخبيهم ويتكبرون عليهم ويتنكرون لهم بين عشية وضحاها...ويقتنون سيارات ومساكن جديدة ومنهم من يطبق شرع الله فيالتعدد...ويغيرون مظهرهم الخارجي الذي كان بالأمس القريب متسخا ورثا... ويتمخترون في مشيتهم كالإوز الأعرج...ويجتهدون في المكر والخداع السياسي والمساومة على قضاء أغراض المواطنين بمصالح الجماعة...ويتخندقون في أجندة وتكتلات سياسية متناحرة ومتناطحة في ما بينها على الغنيمة بمعناها الشامل والجامع... لخبار في راسكم...والحال كيف لهؤلاءالمرتزقة المخنثين أن يفكروا البتة في مصالح الساكنة؟ويصلحوا الطرق المحفرة ويضيئوا الشوارع والأزقة المظلمة ويطهروا الأحياء والمجمعات السكنية من أزبالها وقاذوراتها ويقدمون المصلحة العامة للبلاد على مصالحهم الذاتية؟كيف لمستشارين جماعيين أميين وجهلة ونصابين ومخمرين وفاسدين وانتهازيين يبيعون أصواتهم ،هم بدورهم،للرئيس المفترض بشيكات موقعة على بياض يأخذها منهم على سبيل الضمانةحتى لا يلعبوا بذيولهم مع هذا الأخير بعد أن "جقرو" منه مبلغا ماليا مسبقا مهما ليصوتوا عليه ليرأس الجماعة أو البلديةالمعلومة والمنكوبة في آن واحد...كيف لأمثال هؤلاء الجوعى ثقافيا وماديا أن يخدموا المصلحة العليا للبلاد والعباد؟ يتساءل بعض المواطنون ممن يؤدون الضرائب للدولة عن سر تحفّر كل طرق مدن وقرى المملكة؟وتقاعس المجالس البلدية في إصلاحها أو ترقيعها وهذا أضعف الإيمان". نشأ في بيئة أصلا متسخة ورأسمال أبيه حمار مسن أعرج ...فطوره وغذاؤه وعشاؤه خبز حاف وشاي أخضر وفي أحسن الظروف قطاني و"قشاوش الدجاج"...مصاب بفقر الدم والتغذية وداء الحكّة والبواسير والضعف الأبجدي...كان يسكن رفقة إخوته العشرة في براكة أو في بيت مع الجيران أو فوق السطوح أو في خيام بمناطق نائية كان يسرح الماعز والبقر...كان إذا مرض تشربه أمه مستحضر الزعتر والثوم الطبيعيين...وتغطيه بلحاف مصنوع من وبر الجمال والأبقار...ولا يشرب القهوة بالحليب إلا مرة في السنة عندما يحضر أحد الضيوف النادرين أصلا...لا يدرس بحكم بعد المدرسة عن مدشره أو بسبب فقر والده المدقع لدرجة لايستطيع معها توفير الأدوات والكتب المدرسية لأحمد بوكماخ رحمه الله...كيف لهذا الجنس البشري الذي نشأ في هكذا بيئة اجتماعية ومادية متسخة ومضمحلة أن يغار على جمالية المدينة أو القرية التي أصبح بقدرة قادر منتخبا في مجلسها القروي أو الحضري؟وهل لديه أصلا ضمير إنساني يحفزه على خدمة الصالح العام للبلاد والعباد؟وهل هناك مراقبة من الدولة لزجر كل المتلاعبين بمصالح المواطنين بالجماعات المحلية والناهبين للمال العام؟وهل الناخبين يأخذون العبرة من التجارب الإنتخابية السابقة الفاشلة؟طبعا لا...وهل انتهى زمن شراء الذمم إبان الحملات الإنتخابية؟