المشهد كان صادما بغرفة الجنايات الابتدائية لدى استئنافية الدارالبيضاء ،حينما كشف دفاع المطالبين بالحق المدني ، وعرى حقيقة الاعتداءات الوحشية التي تعرض لها شبان مغاربة التحقوا بصفوف أسرة الأمن الوطني للدفاع عن أمن واستقرار بلادنا ،مؤكدا ومعترفا بأنه هناك فعلا تعذيبا وحشيا موجودا في ملف معتقلي الحسيمة المتابعين بالدارالبيضاء ، لكن من تعرضوا لهذا التعذيب هم أفراد القوات العمومية ، وتوجد 900 ضحية أصيبوا أثناء مزاولة مهامهم بإصابات متفاوتة الخطورة ، معززة بشواهد طبية ، ومنهم من أصيب بعاهة مستديمة كأحد عناصر الشرطة والمسمى فارس صفوان ، الذي يعاني من شلل نصفي ، كما أن رجل أمني آخر غادر المستشفى قبل أيام بعد أن مكث في غرفة العناية المركزة لأكثر من شهر. وبلغ عدد رجال الأمن الذين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة على خلفية الأحداث التي عاشتها الحسيمة حوالي 604 عنصر أمني ، ومن صفوف القوات المساعدة تمت إصابة 178 عنصرا ، و120 عنصرا من الدرك الملكي . واستحضر الدفاع تلك الجريمة البشعة المتمثلة في إضرام النيران في العمارة التي كان يقطنها أفراد من أسرة الأمن الوطني بامزورن ،وكيف كان هؤلاء يقذفون بالحجارة وهم يفرون من النيران المشتعلة . هي جرائم بشعة ارتكبت في حق أبناء من هذا الشعب ، اختاروا الانضمام للقوات العمومية لحماية البلاد والعباد ، والتصدي للسيبة والفوضى وإشعال الفتن خدمة لأجندات خارجية ، وهذا ما كنا نحذر منه في بداية موجة الاحتجاجات بمدينة الحسيمة ، مؤكدين تضامننا المطلق مع كل النيات الحسنة في الدفاع عن المطالب الاجتماعية لإخواننا في الحسيمة وفي مختلف أنحاء الوطن ، لكن من دون المساس بأمن واستقرار البلد ،وفي ظل الاحترام التام لثوابتنا الوطنية. لقد تابعنا مثلما تابع الرأي العام الوطني ،كيف كان "زفزاف" الحسيمة يصر على منع رفع العلم الوطني في كل الوقفات والمسيرات التي كان يدعوا إليها ،وكيف تجرأ هو وأنصاره في الاعتداء على رئيس جمعية تجار قيسارية الناظور الحاج محمد لزعر ، وتعريضه للضرب بسبب حمله للراية الوطنية يوم أقدم هذا "الزفزاف " على الاعتداء على مهرجان مرخص كانت تقيمه تنسيقية فعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب بساحة التحرير بمدينة الناظور ، مستعرضا عضلاته ، وألغت التنسيقية مهرجانها تحسبا لنتائج وخيمة كانت ممكن أن يترتب عنها التصرف المتهور للزفزاف. وأنا أستعرض ما كشف عنه الدفاع من جرائم ارتكبت في حق رجال الأمن ،أستحضر الغضبة الشديدة التي عبر عنها الرئيس الفرنسي ماكرون مؤخرا بسبب اعتداء وقع على ضابطة شرطة بفرنسا ، متوعدا المعتدين بأقسى العقوبات .