عودة النقاش حول مقاييس اختيار الأفلام المغربية المشاركة في مهرجان مراكش عبر الفنان محمد بسطاوي عن صدمته الكبيرة لعرض الفيلم المغربي "الرجل الذي باع العالم" الذي احتضنته قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات يوم الأحد الماضي، مضيفا أنه يستغرب عرض الفيلم بهذه الطريقة لمخرجيه سهيل وعماد نوري، مضيفا أنه "رغم أن الفيلم شارك فيه ممثلون رائعون مثل سعيد باي وفهد بنشمسي ولطيفة أحرار وحكيم نوري ومجدولين وحسن مضياف، وأيضا الإبداع في التصوير، إلا أن الفيلم لم يكن في مستوى تطلعات الجمهور المغربي"، وأن عليه أن يعيد مشاهدة الفيلم من أجل استيعاب الفكرة المحورية له، متسائلا حول عدم وجود فيلم جيد يمثل المغرب في تظاهرة مثل مهرجان مراكش. تذمر الفنان محمد بسطاوي قابله تفاؤل كبير لوزير الاتصال السابق نبيل بنعبد الله، الذي عبر عن سعادته بمشاهدة مثل هذه الأفلام، التي تعبر عن حداثة ورقي في العمل، معتبرا أن "الفيلم موجه إلى النخبة وإلى فئة قليلة من متتبعي السينما المغربية، ولا يمكن للجمهور العريض أن يستوعب الفيلم من خلال المشاهدة الأولى". غير أن الفنانين المغاربة الذين حضروا لمشاهدة الفيلم، فضلوا عدم ذكر اسمهم، وبعض الأجانب المهتمين بالسينما المغربية، والجمهور الذي حضر بكثرة لمشاهدة فيلم "الرجل الذي باع العالم"، واستقت "أخبار اليوم" آراءهم، خرجوا هم أيضا غير راضين عن عرض الفيلم بهذه الطريقة التي بدت لهم غامضة وتتطلب كثيرا من الفهم والإدراك، مضيفين أنه لا علاقة له بالواقع المغربي وليس مفهوما وليست له فكرة واضحة ومحددة، رغم جودة أداء الممثلين. وللإشارة ففيلم "الرجل الذي باع العالم" يحكي عن مدينة مجهولة في بلد مجهول به معالم حرب لا تنتهي. إكس وناي شابان زميلان في العمل ويتقاسمان نفس المسكن، كما يركز الفيل كثيرا على مسألة السعادة التي تكون في بعض الأحيان صادمة وقد تجعل حاملها مجنونا، وهو سيناريو لسهيل نوري ومستوحى من رواية "قلب ضعيف" للكاتب لفيدور دو ستوييفسكي.