أثارت محاضرةٌ للسياسي الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، في جامعة تيمبل البريطانية، موجةَ احتجاجٍ داخل القاعة بسبب هجومه العنيف على الإسلام والقرآن الكريم. وكان فيلدرز -وهو منتج فيلم "فتنة" المسيء للإسلام- قد وصل إلى بريطانيا منذ أيام، وذلك بعد أن ربح طعنًا تقدم به ضد قرار الحكومة البريطانية الذي قضى بمنعه من دخول البلاد. ووسط إجراءات أمنية مشددة واحتجاجات واسعة، ألقى خيرت فيلدرز محاضرةً في جامعة تيمبل البريطانية، دعا فيها أوروبا وأمريكا لمواجهة تسلل الجهاد إلى بلادهم، زاعما أنه "في المكان الذي يوجد فيه الإسلام تموت الحرية"، بحسب صحيفة الراية القطرية 24 أكتوبر/تشرين أول. وقوبل كلامه بردّ فعل متناقض من جمهور الطلاب بين مستهجنين ومصفقين له، وإطلاق الصيحات، خاصةً عندما قال: حضارتنا الغربية أفضل بكثيرٍ من الحضارة الإسلامية، ولذلك يجب أن ندافع عنها. ودعا إلى وقف هجرة المسلمين إلى أوروبا، كما شنّ هجومًا على القرآن الكريم، وخلال جلسة طرح الأسئلة على الضيف من قبل الطلاب، بدأ بعضهم في حشد الطلاب للصراخ سخرية منه، ما أدى إلى توتر الأجواء، ودفع برجال الأمن إلى إخراجه من القاعة. وانتقد أحد الطلاب الخطاب قائلاً: من الخطأ أن تأتي الجامعة بشخص يدعم العنصرية وعدم التسامح وتعطيه منصةً ليقول أفكاره عليها، بينما قال طالب آخر: قد لا أتفق مع كلام المخرج، ولكن من الضروري أن يسمح له أن يقول رأيه. وأصدرت الجامعة بيانًا اعتبرت فيه أنه يحق للطلاب في الجامعة أن يدعوا أشخاصًا إلى الجامعة يعبِّرون عن آراء متنوعة وواسعة. يذكر أنه -وقبل انطلاق خطابه أمام طلاب الجامعة- تم عرض فيلمه "فتنة" المسيء للإسلام. وكانت الحكومة البريطانية قد اعتبرت فيلدرز خطرًا على الأمن والوئام العام. وجاءت زيارة فيلدرز بدعوةٍ من زعيم حزب الاستقلال البريطاني اللورد بيرسون. وقالت وزارة الداخلية البريطانية أنها قررت السماح لفيلدرز بدخول بريطانيا، لكنها قد لا تسمح له بذلك مستقبلًا على ضوء تصريحات وسلوك فيلدرز خلال الزيارة. وانتشر اسم فيلدرز بسرعةٍ كبيرة في وسائل الإعلام خلال الأشهر الماضية، بسبب تصريحاته المنتقدة للإسلام ومطالبته بوقف هجرة الأشخاص القادمين من دول إسلامية إلى الاتحاد الأوروبي. وكشفت استطلاعات الرأي مؤخرًا أن حزب فيلدرز صار يتصدر القوى السياسية في البلاد، إذ قد يتمكن من الحصول على ما يزيد على 30 مقعدًا في البرلمان ويتفوق على الحزب المسيحي الديمقراطي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء يان بيتر بالكينده.