مثل النائب الهولندي اليميني المتطرف غيرت فيلدرز أمام المحكمة، أول أمس الأربعاء، بتهمة التحريض على التمييز العنصري والكراهية والتي تتصل في جزء منها بالانتقادات الموجهة لفيلمه المسيء للإسلام «فتنة». وتعد جلسة يوم الأربعاء في محكمة أمستردام جلسة استماع تحضيرية قبل المحاكمة الكاملة، ومن المقرر أن تعقد هذه المحاكمة في وقت لاحق من هذا العام. وقال متحدث باسم هيئة المحكمة إن جلسة الاستماع كان من المتوقع أن تستمر يوما واحدا ولكنها يمكن أن تمتد إلى يوم الخميس. فيلدرز، المعروف بعدائه الواضح للإسلام والمسلمين في هولندا قال إنه «لم يرتكب أي خطأ.» كما وعد في بيان له يوم الثلاثاء بثه على موقع حزبه اليميني على الأنترنت إنه «سيحارب حتى النهاية». وطالب فيلدرز في جلسة الاستماع استدعاء 18 شاهدا من المتطرفين الإسلاميين في دفاعه، بما في ذلك محمد بويري، الرجل الذي قام بطعن وقتل المخرج ثيو فان جوخ المعروف بعدائه للإسلام في أحد شوارع أمستردام عام 2004. وبالإضافة إلى التحريض على التمييز العنصري والكراهية، يواجه فيلدرز أيضا تهمة الإساءة إلى مجموعة من الأشخاص، والتي تتصل بعقد مقارنة بين الإسلام والنازية. وأصر فيلدرز على موقفه قائلا في بيانه، أنه «يجب كشف حقيقة الإسلام، حتى لو كانت مؤلمة وغير سارة لبعض الناس»، وتتعلق التهم بتصريحات أدلى بها فيلدرز لمجموعة متنوعة من وسائل الإعلام بين عامي 2006 و2008. وتشمل هذه التصريحات في أكتوبر 2006 ضمن مقابلة مع صحيفة «دي فولكس كرانت» الهولندية حيث قال إنه يريد أن يوقف «تسونامي الأسلمة»، إضافة إلى تصريحات أخرى في شتنبر 2007 مع «راديو هولندا» حين قال إنه «يجب حظر القرآن». وكانت محكمة رفضت في 13 من يناير الحالي طعنا مقدما من قبل النائب اليميني المتطرف ضد هيئة الادعاء لمحاكمته بتهمة التحريض على الكراهية ضد المسلمين. وقالت النيابة العامة وقتها إنها توصلت إلى الصيغة النهائية للائحة الاتهام الخاصة بخطاب الكراهية ضد عضو البرلمان غيرت فيلدرز، وتم إدراج خمس تهم بإهانة الدين والتحريض على معاداة المسلمين. وتتهم اللائحة فيلدرز بإهانة المسلمين من خلال وصفه الإسلام بالدين الفاشي ودعوته لحظر القرآن، الذي يشبهه بكتاب «كفاحي» للزعيم النازي أدولف هتلر. كما تتهم اللائحة فيلدرز بالتحريض على الكراهية والتمييز العنصري بالقول إن الشباب المغاربة «عنيفون»، داعيا إلى حظر القرآن وإغلاق الحدود الهولندية في وجه جميع المهاجرين «غير الغربيين»، فضلا عن الدعوة إلى وضع حد لما أسماه «الغزو الإسلامي». يذكر أن فيلدرز (46 عاما) يواجه عقوبة تصل إلى سنتين نافذتين في السجن في حال تمت إدانته وغرامة قدرها 19 ألف يورو وكان عضو البرلمان المثير للجدل هو مخرج فيلم مسيء للإسلام يدعى «فتنة»، وكان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وصف الفيلم بأنه «معاد للإسلام بشكل مهين». وكان عرض الفيلم في هولندا في عام 2008 قد أثار موجة من الاحتجاجات في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي بما في ذلك أفغانستان وأندونيسيا وإيران وباكستان. يذكر أن النيابة العامة في البداية قد رفضت اتهام فيلدرز، كما قامت برفض عشرات الشكاوى المقدمة من جميع أنحاء هولندا في إطار محافظتها على حرية التعبير في هولندا. ولكن محكمة الاستئناف الهولندية أمرت النيابة العامة في دجنبر الماضي بوضع فيلدرز قيد المحاكمة، مبررة قرارها بأن السياسيين لا ينبغي السماح لهم بإطلاق «تصريحات تخلق الكراهية وتحض على الضيم». وقرر المدعي العام الهولندي توسيع نطاق التهم الموجهة ضد النائب غيرت فيلدرز. وهو الآن متهم بالتحريض على الكراهية والتمييز ضد المغاربة والمهاجرين غير الغربيين بالإضافة إلى تحريضه ضد الإسلام كدين.