احتشد يوم الجمعة المئات من الأشخاص أمام مبنى البرلمان البريطاني في الوقت الذي كان فيه زعيم حزب الحرية اليميني الهولندي، غيرت فيلدرز، يعرض شريط «فتنة»، الذي يهاجم فيه القرآن والإسلام. واضطرت السلطات البريطانية إلى نشر أعداد كبيرة من أفراد الشرطة للحيلولة دون وقوع اصطدامات بين معارضي فيلدرز وأنصاره من تنظيم «عصبة الدفاع البريطانية»، الذين خرجوا للتعبير عن تأييدهم لعرض الشريط المثير للجدل. وعلق زعيم حزب الحرية البريطاني، اللورد بيرسون، الذي وجه له دعوة زيارة بريطانيا، على تلك الزيارة بالقول إننا ندين التطرف الإسلامي كحركة تسعى للهيمنة على العالم، واصفا فيلدرز ب «الصديق»، ونافيا أن يكون حزبه من أقصى اليمين أو متطرفا بعد أن طالب بحظر كل ما يحجب الوجه كالخمار. وقال: «هل من التطرف أن نسعى لحماية المجتمع البريطاني وثقافتنا اليهودية المسيحية من التأثير المتزايد للإسلام المتطرف؟» وكان فيلدرز قد تعرض للمنع من دخول بريطانيا حيث تم إيقافه شهر فبراير 2009 بمطار هيثرو وأعيد إلى هولندا بسبب رغبته في عرض شريطه العنصري بأم البرلمانات في العالم، حيث اعتبرت وزارة الداخلية البريطانية حينها أن تصريحات فيلدرز حول الاسلام والمسلمين تشكل «خطرا على الأمن العام». في حين أن فيلدرز يقول إنه يريد من خلال فيلم «فتنة» الذي يستمر 17 دقيقة تسليط الضوء على الطابع «الفاشي» في نظره للقرآن. لكن فيلدرز تمكن شهر أكتوبر من نفس السنة من إسقاط قرار المنع. وتأتي هذه الزيارة يوما واحدا بعد تحقيق حزب الحرية تقدما كبيرا في الانتخابات البلدية خصوصا في لاهاي، التي حل فيها ثانيا، وألمير التي حاز فيها على المركز الأول رغم وجود جالية كبير من المهاجرين. وقال عقب ذلك: «اليوم في ألمير ولاهاي، وغدا في كل هولندا. سنكتسح هولندا في التاسع من يونيو»، في إشارة إلى الانتخابات الوطنية. وجاء في تصريح أدلى به للتفلزيون الهولندي: «إن لي مشكلا مع الإيديولوجية الإسلامية، والثقافة الإسلامية، لأنني أشعر أنه كلما تزايد حضور الإسلام في مجتمعاتنا، كلما تراجعت الحرية المتوفرة لنا». ويتخوف المهاجرون بهولندا، سيما المسلمون منهم، وغالبتهم من المغاربة والأتراك، من تزايد نفوذ حزب الحرية اليميني المتطرف، الذي لا يتوانى عن التعبير عن مواقفه المتشددة ضد الإسلام والمسلمين، حيث قال زعيم الحزب إن القرآن لا يختلف عن كتاب كفاحي لهتلر، متهما الإسلام بأنه يفرض إيديولوجية متشددة على المجتمع الهولندي. وكان فيلدرز قد أسس حزبه اليميني عشية انتخابات 2006 التشريعية، حيث تمكن من انتزاع تسعة مقاعد من أصل 150 في البرلمان. بعيد ذلك، دعا فيلدرز البرلمان الهولندي الى منع القران وطالب ب «وقف كامل» للهجرة التي مصدرها الدول الاسلامية وبحظر بناء المساجد. كما طالب أيضا بترحيل الأجانب العاطلين عن العمل إلى بلدانهم الأصلية وإسقاط الجنسية الهولندية عمن يسميهم «إرهابيو الشارع المغاربة».