وصف النائب الهولندي اليميني المثير للجدل، غيرت فيلدرز، صاحب فيلم "فتنة" المسيء للإسلام، الرفض البريطاني للسماح له بدخول البلاد بأنه "جنوني وجبان"، معتبراً أن هذا الحدث يشكل يوماً حزيناً لحرية التعبير في الاتحاد الأوروبي. "" وقال فيلدرز، البالغ من العمر 43 عاماً، في تصريح لCNN بواسطة الهاتف أثناء وجوده في مركز الاعتقال بمطار هيثرو، وقبل عودته إلى بلاده: "مازلت غير قادر على التصديق وآمل أن يغيروا لهجتهم وتوجههم." وأوضح أنه تم اعتقاله بمجرد خروجه من الطائرة، مشيراً إلى أن رجال الجمارك اصطحبوه إلى مركز الاعتقال في المطار الخميس، وأنهم استجوبوه لمدة "45 ثانية" قبل أن يأخذوا جواز سفره. ووصف ما جرى له بأنه قائلاً: "إنه يوم حزين لحرية التعبير في الاتحاد الأوروبي." وكانت السلطات البريطانية قد رفضت في وقت سابق منح تأشيرة دخول للنائب الهولندي اليميني بعد وصوله إلى مطار "هيثرو". وأوضح فيلدرز أنه توجه إلى لندن إثر تلقيه دعوة لعرض فيلم "فتنة" أمام مجلس اللوردات في لندن مساء الخميس، غير أن السفير البريطاني في أمستردام أبلغه بأنه قد يتم منعه من دخول بريطانيا، نظراً لأن الفيلم "يشكل تهديداً للأمن العام." وكانت العضو المستقل في مجلس اللوردات البريطاني، كارولين كوكس، قد وجهت الدعوة لفيلدرز لعرض فيلمه في جلسة خاصة بمجلس اللوردات. وقالت كوكس لCNN إنها أرادت من المشرعين البريطانيين رؤية الفيلم لتحفيز حوار حول حرية التعبير، وقالت: "إنه عرض جاد لمخاوف جادة واعتبارات جادة." وعبرت كوكس عن رفضها لقرار الحكومة البريطانية بمنع فيلدرز من دخول البلاد، حيث كان مقرراً أن يجري مناقشة حول الفيلم. ورغم تحذير السفير البريطاني أصر فيلدرز على التوجه إلى لندن، حيث قامت السلطات البريطانية باحتجازه لدى وصوله إلى مطار "هيثرو"، وأمرته بالعودة مرة أخرى إلى هولندا. وأوضح مكتل الأمن الداخلي البريطاني أن منع النائب الهولندي من دخول لندن ينسجم مع قانون الاتحاد الأوروبي، الذي يمنح السلطات المحلية الحق في منع دخول أشخاص يُعتقد أنهم يشكلون خطراً على الأمن العام أو الصحة العامة. وأوضح الناطق باسم مكتب الأمن الداخلي البريطاني أن بلاده "تعارض التطرف بكافة أشكاله" مشيراً إلى أن حكومته "سوف توقف أولئك الذين يريدون نشر رسائل التطرف والكراهية والعنف في مجتمعاتنا من الدخول إلى البلاد." وكان فيلدرز، وهو يهم بمغادرة لندن من مطار هيثرو، قد وصف رئيس الوزراء البريطاني غوردن بروان بأنه "أكبر جبان في أوروبا"، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC الخميس. وقال فيلدرز: "من غير المعقول منع سياسي منتخب يدعى من قبل عضو في برلمانكم لإجراء نقاش مع أناس مختلفين أو متفقين معي.. إنني مندهش وحزين جداً لأن حرية الرأي، التي كانت أحد المحاور القوية في المجتمع البريطاني، تتعرض للتضييق." يذكر أن البرلماني الهولندي كان قد بثّ فيلم "فتنة"، ومدته ربع ساعة تقريباً، على شبكة الإنترنت في مارس الماضي، ويتضمن صوراً "مسيئة" للنبي محمد وللإسلام، رغم تحذيرات حكومة في أمستردام بأن عرض الفيلم قد يؤدي إلى الإضرار بالمصالح الهولندية في الخارج. وفور بث الفيلم، تتالت البيانات من الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمين العام للأمم المتحدة، الذين أدانوا العمل باعتباره "مثيراً للكراهية"، وشكلاً من أشكال "التمييز ضد المسلمين"، كما اندلعت المظاهرات في العديد من المدن الإسلامية. وفي 21 يناير الماضي، أمرت إحدى المحاكم في العاصمة الهولندية أمستردام، بملاحقة فيلدرز قضائياً، بتهمة "التحريض على الكراهية"، على خلفية تصريحاته المعادية للمسلمين، وفيلم "فتنة"، الذي بثه على شبكة الانترنت العام الماضي،وقال المدعى العام لمقاطعة أمستردام لCNN إن الادعاء العام بدأ بإعداد مذكرة اتهام بحق فيلدرز.