سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد الصافي:ما بين 25 إلى 43 في المائة من المصابين بالسيدا في المغرب هم شباب مسؤول مشروع الشباب داخل الجمعية المغربية لمحاربة السيدا يؤكد أن موضوع السيدا ما زال طابوها وسط الشباب
أنت مسؤول مشروع الشباب في الدارالبيضاء داخل الجمعية المغربية لمحاربة السيدا على ماذا يقوم هذا المشروع؟ أولا إنه مشروع رائد ومتكامل نحن نعمل كل يوم على استمراريتة، بدعم من مؤسسة "طوطال" فرنسا، ومن هنا يمكن أن نفهم تعدد شركائه و تنوع أنشطته. فيما يتعلق بالشركاء :نجد جامعة الحسن الثاني والأكاديمية الجهوية للتعليم/الدارالبيضاء الكبرى ويبقى الهدف من الشراكات القائمة هو مأسسة مجالات تدخل الجمعية والتأسيس لاستراتيجية تشاركية فيما يخص محاربة السيدا في أوساط الشباب المتمدرس. أما الأنشطة المبرمجة في إطار هذا المشروع فهي: أولا التحسيس والتوعية بالثانويات والكليات بمدينة الدارالبيضاء، ثانيا: التكوين بحيث نقوم بتكوين مكونين في مقاربة التثقيف بالنظير والتكوين يستهدف التلاميذ والطلبة ليصبحوا وسطاء للوقاية بالمؤسسات التعليمية. ثالثا: القيام بالفحوصات المتعلقة بالتعفنات المنقولة جنسيا والكشف السري والمجاني في أوساط الطلبة مع التكفل بهؤلاء في حالة الإصابة بالتعفنات المنقولة جنسيا بما فيها السيدا، و يبقى الهدف الرئيسي هو تقوية قدرات التلاميذ والطلبة للتقليص والحد من خطر الإصابة. بعد كل هذا الوقت من الاشتغال هل تعتقد أن عملية التحسيس تمر بسلاسة وسط الشباب؟ نعم هناك تجاوب وتفاعل ومرد ذلك إلى طبيعة المكونين المتخصصين في تحسيس الشباب و كذلك أهمية الموضوع الذي أصبح معروفا في أوساط الشباب سواء عن طريق وسائل الإعلام أو مجهودات الجمعيات العاملة في هذا المجال، وبجانب هذا تجاوب الشركاء مع المشروع من خلال فتح فضاءات الثانويات والكليات والانخراط الفعلي للأندية الصحية وكل المسؤولين في الأنشطة المبرمجة. لكن موضوع السيدا ما زال طابو داخل المجتمع المغربي، هل نفس الأمر تلاحظونه بين الشباب؟ بالفعل ما زال طابو مادام هناك الوصم والتمييز، وهذا ما جعل جمعية محاربة السيدا تنظم مؤتمرها الأخير تحت شعار: الوصم والتمييز الوجه الأخر للوباء، وتتخذ من مرافقة الشباب في سبيل تغيير السلوك منهجية للعمل ورفع أحد معيقات العمل في مجال محاربة السيدا الذي يتجلى في جعل محاربة السيدا طابوها. لكن في المقابل الشباب أصبح يعي أهمية الحديث عن السيدا ولذلك يمكن القول إننا اليوم حققنا، من خلال برامج التحسيس والتوعية، طفرة من خلال إخراج موضوع السيدا من النقاش بداخل فضاءات مغلقة إلى فضاءات مفتوحة والتي أصبحت أنشطتها تلقى تجاوبا وإن كان بأشكال متفاوتة. يعتمد المشروع بالأساس على متطوعين، هل يقبل الشباب المغربي التطوع للتحسيس والوقاية من السيدا؟ إحدى مكونات الجمعية كجمعية مدنية وأهلية هم المتطوعين، من هنا يمكن القول إن الشاب المغربي يقبل التطوع من أجل التحسيس والوقاية من داء السيدا ويبقى تشجيع هذه الرغبة من خلال التكوين وبطرق جديدة تشاركية منفتحة على ثقافة الشباب اليومية ووسائل تواصلهم اليومية لجعلهم مثقفين بالنظير مسألة أساسية في هذا المجال، لذلك نجد الجمعية تعتمد هذه المنهجية في العمل في هذا المشروع ومشاريع أخرى، إذ كل الأنشطة المنجزة أو المبرمجة بفرع الدارالبيضاء يقوم بها الشباب وفي كل مرة تزداد طلبات الانخراط والرغبة في الالتحاق بمتطوعي الجمعية، وأثبتت التجارب نجاعة تلك المنهجية في مجال الصحة العمومية وذلك انطلاقا من الحق في الصحة. أثارت بعض الجهات جدلا كبيرا حول قيامكم بتوزيع العوازل الطبية في بعض المهرجانات، كيف تنظرون أنتم إلى هذا الأمر؟ نعم هناك جهات محافظة تعرقل استراتيجيات الوقائية المبنية على أطروحات علمية وتنشر، في المقابل، أفكار تجانب الصواب، فحين نتحدث عن الشباب يجب الوعي أننا أمام فئة نشيطة جنسيا يجب أن نعطيها حلولا تقوم على حرية الاختيار وليس الإكراه، فنحن نطرح أمامهم أشكال وقائية أتبتث التجارب والدراسات فعاليتها، وهنا يجب التنبيه إلى أن استعمال العازل الطبي ما هو إلا طريقة من طرق الوقاية بحيث تسبقه العفة والإخلاص، والدعوة إلى استعمال العازل الطبي ليس تشجيع عليه. كيف تكون لقاءاتكم مع الشباب المصاب بالسيدا، وهل من إحصائيات وأرقام في هذا الصدد؟ أولا يجب الإقرار بأن جمعية محاربة السيدا هي دائما في حوار مع الشباب سواء المصاب أو غير المصاب انطلاقا من مبادئ الجمعية باحترام هوية كل شخص وكمال كرامته و حقوقه، وعدم إصدار أحكام على الأشخاص ورفض كل خطاب تخليقي، مع مجابهة التمييز والعزل والتهميش وفي إطار كتمان الأسرار وحرية التعبير. فيما يخص الإحصائيات يجب الوعي أن نسبة الإصابة مرتفعة في أوساط الشباب بحيث مابين السن 15 و 29 سنة 25% من المصابين وتصل إلى 43% مابين 30 و39 سنة، و تظهر أهمية هذه الأرقام خاصة أن الشباب يمثل 30% من ساكنة المغرب . تزورون أيضا المدارس والجامعات من أجل عمليات التحسيس، هل يمكن أن تقدم صورة عن الأفكار المسبقة التي تكون لدى الشباب حول السيدا؟ إن معارف الشباب تختلف بحسب الوسط الاجتماعي ولكن عموما نلمس أن الأفكار المسبقة إما بسب ضعف المعلومة أو بما تروجه جماعات محافظة لازالت تربط بين الإصابة بالسيدا والعقاب الرباني، وكذلك أن الإصابة لا يمكن أن تلحق إلا الفاسدين أخلاقيا. ما هي المشاريع المستقبلية لهذا المشروع؟ المشاريع المستقبلية لهذا المشروع على سبيل المثال لا الحصر جامعة شبابية كفضاء للقاء و التواصل بين 100 شاب لمناقشة برامج التحسيس والتوعية في أوساط الشباب بمدينة الدار البيضاء