الزمزمي: اللحود هي الطريقة التي دفن بها الرسول وصحابته الشيخ عبد الباري الزمزمي: الدفن بواسطة اللحود هو الطريقة التي دفن بها الرسول وصحابته - وجه رئيس مقاطعة بالرباط طلب فتوى إلى المجلس العلمي بشأن إمكانية إعمال طريقة جديدة للدفن، وهي طريقة اللحود، بدلا من الطريقة المعمول بها حاليا. من الناحية الدينية، هل يجوز دفن الموتى بهذه الطريقة؟ من الناحية الدينية ليست هناك طريقة معينة أو محددة لدفن الميت، لكن الهم يبقى هو حفظ جسد الميت من التعفن وستره تحت التراب. وطريقة الدفن بواسطة اللحود هي طريقة جائزة، بل هي الطريقة التي دفن بها الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته، بحيث دفن الرسول ومعه أبو بكر وعمر في لحود متوازية. وهذه الطريقة تتم من خلال فتح حفرة في الأرض ويوضع فيها الميت عموديا، وهي طريقة سليمة من الناحية الدينية لا اعتراض عليها، طالما أنها تغيب البدن وتبعد عنه التعفن أو أي إمكانية للعبث به. وهذه الطريقة مهمة، لأنها تحفظ المقابر وأجساد الموتى في ظل زحف العمران، الذي يخشى أن يزحف مع مرور السنين على المقابر أيضا. - بالموازاة مع هذه الفتوى، هناك طلب فتوى آخر بشأن إمكانية إزالة المقبرة بعد 30 سنة، وليس 40 المعمول بها حاليا؟ هذه المسألة مرتبطة بطبيعة الأرض والبدن على حد سواء. فهناك أرض تحفظ البدن الذي يبقى سليما فيها لأكثر من 40 سنة دون أن يطاله شيء، وهناك أرض أخرى يختفي فيها الجسد بعد شهر أو شهرين، وبالتالي هناك خلاف. ويبقى الحل الشرعي هو تحويل الميت إلى أرض أخرى، بحيث تفتح القبور وإذا وجدت فيها أجساد لم تختف تنقل إلى أرض أخرى بعيدة، وذلك حفاظا على جسد الميت وحرمته، كما قال رسول الله على الصلاة والسلام: "حرمة المسلم ميتا كحرمته حيا". فقد نهى الرسول عن المشي على القبور أو الجلوس فوقها، عندما خاطب رجلا كان يمشي بنعليه فوق القبور قائلا: "يا صاحب النعلين اخلع نعليك"، وكل هذا من أجل احترام جسد وحرمة الميت. - نلاحظ في بعض المقابر بيوتا خاصة يشتريها أصحابها لتكون مقابر عائلية، فهل تجوز هذه العملية من الناحية الشرعية؟ هذه المقابر العائلية تسمى ب"الحوش"، وهي مشروعة إذا كانت الأرض في ملك أصحابها، كأن تخصص بعض العائلات جزءا من أرض في ملكيتها لدفن موتاها، أما إذا كان الأمر يتعلق بمقابر الأوقاف فلا يجوز ذلك لأن فيه غصبا لحقوق المسلمين.