AHDATH.INFO- يونس دافقير أشفقت على حال دولة الجزائر، وأنا أتابع التصريح الذي أدلى به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون جوابا على الدعوة الملكية إلى فتح الحدود بين البلدين. وأشفقت أكثر على "رئيس" ليس رجل دولة، بل وفاشل حتى في لعبة الكلاشات وهو يتصرف مثل رابور فوق الخشبة وليس رئيس جمهورية وممثل أمة. في عز الأزمات يحافظ الناس على بروتوكولات التخاطب بين رموز الدول، الملك محمد السادس على سبيل المثال بقي محافظا على عراقة المملكة وديبلوماسيتها، وحين يخاطب أخاه العاق يناديه ب"فخامة الرئيس" .. في "تدوته الصحفية" يتحدث تبون بلغة الشوارع وهو يشير إلى الفاعل المبني للمجهول في تحديد القيادة المغربية. الهوس النفسي الشخصي لتبون ومن معه بمحمد السادس يجعله غير قادر حتى على نطق اسمه أو وظيفته الدستورية. هذا الرجل ليس على ما يرام! تصوروا أن رئيس جمهورية يتحدث عن موقف الدولة وسط جمع من الناس، وفي كل مرة يتدخل هؤلاء الناس لكي يكملوا له كلماته وجمله التي يبدو أنه ينساها من كثرة ما يحاول أن يردد حرفيا كل ما قيل له. تصور مثلا أن رئيس الجمهورية يريد أن يقول لنا إن السبب الحقيقي لرفضه فتح الحدود هو أحداث 1994، لكنه لا يتذكر التفاصيل الضرورية لمرافعة من هذا الحجم، لا يتذكر مراكش، ولا يتذكر فندق أطلس أسني... كان على الواقفين أمامه أن يكملوا له كل تلك المعلومات. ثم يرحل بنا تبون إلى عوالم سوريالية، وإلى معلومات لا يعرفها ولا يصدقها إلا هو، تبون يجتهد بكل علم وقوة كي يصنع عداوة جديدة من تاريخ قديم. لم يعد مشكل صحراء فقط. تبون يرفع في وجوهنا مشكلة جديدة: خياله في قراءة تاريخ أحداث أطلس أسني!!!!؟؟؟ تبون مازال محبوسا في سنوات العشرية السوداء، ودهاليز العشرية السوداء. وقبل ذلك يذكرنا تبون بأنه مازال أسير حرب الرمال في 1963 وأنه لم يغادر ذلك الزمن أبدا . ومازالت في حلق الرجل غصة. يقول إن العسكر الجزائري لم يرد علينا لأنه لم يرد أن يفاقم معاناة الشعب المغرب!!! حين يقول تبون ذلك بعد ستين عاما فمعناه أن الهزيمة مازال ما تصرطاش ليه ليومنا هذا. ويعرف تبون أنه يكذب. وأن العسكر الجزائري رد على هزيمة 1963 بعد 1975. وأن الرد كان أخطر من حرب بضعة أيام. حين صنع العسكر الجزائري البوليساريو شن علينا حربا تقارب اليوم نصف قرن. وبينما وصلت قواتنا المسلحة إلى مشارف وهران، وصل انفصاليو الجزائر إلى جامعات مراكش والرباط.. وهذه الحرب علينا من الجزائر قرابة خمسين سنة استنزفت شعب المغرب، عكس ما يدعيه تبون من حب مخادع للشعب المغربي، وأباطيل حرصه على عدم مضاعفة معاناة المغاربة!!! المغرب ينظر إلى المستقبل، والملك قال لتبون إنهما ليسا مسؤولان عما وقع في 1994 بل مسؤولان عن استمراره. وتبون يثبت بخرجته أنه من زمن 1994 ويريد لهذا الوضع أن يستمر. وإن لم تسعفه 1994، سيرحل إلى 1963، وقد يعود إلى 1956 وإلى عهد نوميديا قبل ميلاد المسيح... المهم أن يجد دائما سببا للعداوة والتبوحيط. في المواقف الكبرى للدول، يختار الزعماء كلماتهم جيدا ويحرصون على اختيار مكان وتوقيت القول، لكن تبون طالقها تسرح والتصريح الصحفي تحول إلى تهريج وتعاويد وجيب يا فم وقول. تبون كان أمام خطاب مصالحة كبير، لكنه اختار أن يكون صغيرا على رأس شعب عظيم.