قاد اختفاء قارورة للتلقيح ضد كوفيد 19، مساء السبت 27 فبراير ، من المركز الصحي التابع لجماعة أولاد غانم باقليم الجديدة في ظروف غامضة، ممرضتين مكلفتين بالتلقيح الى التحقيق والبحث من طرف الدرك الملكي . وكشفت مصادر مطلعة أن الدرك الملكي، الذي باشر التحقيقات مع الممرضتين حول ظروف اختفاء قارورة التلقيح، والتي استمرت الى غاية صباح الأحد، قام بتفتيش جميع اغراضهن ومنازلهن بحثا عن قارورة التلقيح . وكان حبيب المصدياني، رئيس مجلس الممرضات والممرضين بالمركز الاستشفائي الإقليمي بسلا، الذي نشر الخبر ، قد قال في تدوينة على حسابه على الفايسبوك "اولاد غانم إقليم جديدة ملقاوش قرعة ديال التلقيح فقام الدرك الملكي باقتياد الممرضات لابريكاد واستنطاقهن وتفتيش منازلهن وجميع أغراضهن". وقد طالب العديد من الممرضين والممرضات، الذين تفاعلوا بشكل واسع مع التدوينة، وزارة الصحة بوضع كاميرات مراقبة، و تشديد الحراسة الأمنية على مراكز التلقيح، خاصة في ظل تعدد المتدخلين من رجال السلطة وافراد الشرطة وموظفي الجماعات الترابية والعمالات. ومباشرة بعد ذلك، دخلت الجمعية المغربية لعلوم التمريض و التقنيات الصحية على خط القضية وأعلنت مؤازرتها للممرضتين، معبرة عن امتعاضها و قلقها بشأن نبأ تعرض ممرضتين باقليم الجديدة تحديدا بمنطقة اولاد غانم الى "استنطاق مكثف من طرف رجال الدرك الملكي دام لساعات طويلة و متأخرة حيث استمرت اجراءات البحث و التحقيق الى غاية الثانية صباحا، كما تعرضت بيوتهم الى عملية تفتيش واسعة النطاق شملت مختلف اماكن سكناهم ومحتوياته من ملابس والة الغسيل و غيرها، و ذلك بسبب اختفاء وحدة للقاح من نقطة التلقيح مكان مزاولةالممرضتين لواجبهم المهني و الوطني كمشاركات في العملية الوطنية للتلقيح" حسب ما جاء في بلاغ الجمعية . واستنكرت الجمعية الحدث الذي أعتبرته "روع الجسم التمريضي بربوع المملكة" داعية وزارة الصحة الى القيام بواجبها في حماية الممرضين و تقنيي الصحة اثناء مزاولة مهامهم مع الحرص على ضمان حقوقهم القانونية و القضائية. وفتح تحقيق في" الصيغة والطريقة التي تم بها توجيه الاتهامات و المسؤولية الى الممرضتين في اختفاء وحدة للقاح مع ربط المسؤولية بالمحاسبة و ترتيب الجزاءات في هذا الشأن". ومن جهة أخرى، طالبت الجمعية الوزارة الوصية بصرف تعويض استثنائي لكافة الممرضين المنخرطين في العملية الوطنية للتلقيح مع تحديد مهامهم بشكل واضح ودقيق، وضمان حمايتهم، وتثبيث كاميرات للمراقبة بمختلف نقط التلقيح و مراحله، ورد الاعتبار بصيغة" تكون مقنعةو شافية للجسم التمريضي بشكل عام وللممرضتين على وجه التحديد ضحايا الفراغ التنظيمي و القانوني". وكان الانتربول قد حذر المغرب من سرقة اللقاحات، بحيث وجه تنبيها إلى أعضاءه ومن بينها المغرب، يدعوهم الى اتخاد التدابير والإجراءات الضرورية لمواجهة شبكات الجريمة المنظمة التي تستهدف سرقة لقاحات كوفيد 19 في العالمين المادي والإلكتروني. وحذرت نشرة الانتربول البرتقالية من النشاط الإجرامي المرتبط بتزييف لقاحات كوفيد 19 والأنفلونزا ، وسرقتها والترويج لها خلافا للقانون، خصوصا مع الترويج للقاحات مزيفة وبيعها واستخدامها في عمليات التطعيم ضد الوباء .