تفاجأت الأطر الصحية مساء السبت الماضي، باختفاء قارورة للتلقيح ضد كوفيد 19،من المركز الصحي التابع لجماعة أولاد غانم بإقليمالجديدة في ظروف غامضة، حيث تم التحقيق و البحث مع الممرضتين مكلفتين بالتلقيح من طرف الدرك الملكي . وكشفت مصادر مطلعة أن الدرك الملكي، الذي باشر التحقيقات مع الممرضتين حول ظروف اختفاء قارورة التلقيح، والتي استمرت إلى غاية صباح الأحد، قام بتفتيش جميع أغراضهن ومنازلهن بحثا عن قارورة التلقيح . وكان حبيب المصدياني، رئيس مجلس الممرضات والممرضين بالمركز لاستشفائي الإقليمي بسلا، الذي نشر الخبر ، قد قال في تدوينة على حسابه على الفايسبوك "اولاد غانم إقليم جديدة ملقاوش قرعة ديال التلقيح فقام الدرك الملكي باقتياد الممرضات لابريكاد واستنطاقهن وتفتيش منازلهن وجميع أغراضهن". وقد طالب العديد من الممرضين والممرضات، الذين تفاعلوا بشكل واسع مع التدوينة، وزارة الصحة بوضع كاميرات مراقبة، و تشديد الحراسة الأمنية على مراكز التلقيح، خاصة في ظل تعدد المتدخلين من رجال السلطة وأفراد الشرطة وموظفي الجماعات الترابية والعمالات. فيما استنكرت الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، ما حصل لممرضتين معلنة مؤازرتها لهما،وعبرت أيضا عن امتعاضها وقلقها بشأن نبأ تعرض ممرضتين بإقليمالجديدة وتحديدا بمنطقة أولاد غانم حيث جرى "استنطاق مكثف من طرف رجال الدرك الملكي دام لساعات طويلة و متأخرة حيث استمرت إجراءات البحث والتحقيق إلى غاية الثانية صباحا، كما تعرضت بيوتهم إلى عملية تفتيش واسعة النطاق، شملت مختلف أماكن سكناهم ومحتوياتهما من ملابس وآلة الغسيل وغيرها، و ذلك بسبب اختفاء وحدة للقاح من نقطة التلقيح مكان مزاولة الممرضتين لواجبهم المهني والوطني كمشاركات في العملية الوطنية للتلقيح" حسب ما جاء في بلاغ الجمعية . واستنكرت الجمعية الحدث الذي روع الجسم التمريضي بربوع المملكة، داعية وزارة الصحة إلى القيام بواجبها في حماية الممرضين وتقنيي الصحة أثناء مزاولة مهامهم مع الحرص على ضمان حقوقهم القانونية والقضائية، وفتح تحقيق في الصيغة والطريقة التي تم بها توجيه الاتهامات والمسؤولية إلى الممرضتين بسبب اختفاء وحدة للقاح وربط المسؤولية بالمحاسبة وترتيب الجزاءات في هذا الشأن. وفي موضوع متصل، طالبت الجمعية الوزارة الوصية بصرف تعويض استثنائي لكافة الممرضين المنخرطين في العملية الوطنية للتلقيح مع تحديد مهامهم بشكل واضح ودقيق، وضمان حمايتهم، وتثبيث كاميرات للمراقبة بمختلف نقط التلقيح ومراحله، ورد الاعتبار بصيغة تكون مقنعة وشافية للجسم التمريضي بشكل عام للممرضتين على وجه التحديد. حيث حذر الانتربول المغرب في وقت سابق من سرقة اللقاحات، بحيث وجه تنبيها إلى أعضاءه ومن بينها المغرب، يدعوهم إلى اتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية لمواجهة شبكات الجريمة المنظمة التي تستهدف سرقة لقاحات كوفيد 19 في العالمين المادي والإلكتروني. وحذرت نشرة الانتربول البرتقالية من النشاط الإجرامي المرتبط بتزييف لقاحات كوفيد 19 والأنفلونزا، وسرقتها والترويج لها خلافا للقانون، خصوصا مع الترويج للقاحات مزيفة وبيعها واستخدامها في عمليات التطعيم ضد الوباء.