بيروت 28 أبريل 2020 - تجددت اليوم الثلاثاء الاحتجاجات والمواجهات العنيفة في مدينة طرابلس شمالي لبنان, تنديدا بالتدهور الاقتصادي وتراجع الأوضاع المعيشية الذي تعانيه المدينة حيث أقدم عدد من الأشخاص على إضرام النيران بمقار عدد من البنوك, قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويستخدم القنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريق تجمعات المتظاهرين. وبحسب -تقارير صحفية- احتدمت الاحتجاجات والمظاهرات في مدينة طرابلس ليل أمس على نحو غير مسبوق منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في لبنان في 17 أكتوبر الماضي, حيث تحولت المدينة وشوارعها إلى ساحات اشتباك بين المحتجين من جهة والقوى الأمنية والعسكرية من جهة أخرى. وقالت المصادر كانت تجمعات من المتظاهرين الغاضبين والأشخاص الملثمين قد انطلقوا ظهر اليوم في مسيرة احتجاجية من ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) بوسط طرابلس باتجاه شارع المصارف حيث تقع معظم فروع البنوك, منددين بمقتل أحد الأشخاص من أبناء المدينة خلال المواجهات العنيفة التي وقعت أمس, كما اشاروا الى أن أوضاعهم الاقتصادية بلغت حد "الجوع" وعدم القدرة على توفير متطلبات الحياة الأساسية. وأشارت التقارير ذاتها إلى أن مجموعات من الأشخاص الغاضبين والملثمين قامت بتحطيم واجهات عدد من البنوك وأضرموا النيران في مقري بنكين قبل أن تسارع قوة من الجيش اللبناني مزودة بأسلحة ومعدات مكافحة الشغب إلى ملاحقة هؤلاء الأشخاص وإيقاف مسلسل تحطيم وحرق البنوك. والتهمت النيران فرع أحد البنوك بالكامل وامتدت ألسنة اللهب إلى طوابق أخرى في المبنى السكني الذي يقع به مقر البنك على نحو أثار ذعر السكان وقاموا بإخلاء المبنى بالكامل,كما اشتعلت النيران في فرع لبنك ثان مجاور له. وسارعت فرق الإطفاء والدفاع المدني إلى التوجه لشارع المصارف وقامت بالعمل على إخماد النيران ومحاصرتها حتى لا تمتد إلى بقية المباني لاسيما بعد أن تعرضت 4 بنوك إلى الحرق والتخريب خلال المواجهات التي وقعت ليل أمس. من ناحية أخرى لا تزال شوارع طرابلس تشهد حالة من الكر والفر بين المحتجين وعناصر الشغب من جهة وقوات الجيش اللبناني من جهة أخرى والتي أعادت التموضع لحماية المؤسسات المصرفية في المدينة. ويشهد لبنان تدهورا اقتصاديا حادا وتراجعا كبيرا في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيارا في سعر صرف العملة الوطنية (الليرة) مقابل الدولار الأمريكي على نحو أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وموجة غلاء واسعة اجتاحت البلاد.