هل يسير المغرب نحو ثورة تقنية، قد تغير أنماط تداول الكتابة في المغرب ؟ سؤال فرضته الإحصائيات الأخيرة للتقرير السنوي عن وضعية النشر والكتاب في المغرب 2018 / 2019، والتي سجلت قفزة نوعية في مجال النشر الإلكتروني داخل المغرب، حيث انتقل عدد المنشورات الإلكترونية من 96 منشورا سنة 2015، إلى 857 منشورا سنة 2019. ومن الملفت أن النشر الإلكتروني كان حاضرا في معالجة عدد من المواضيع الحيوية، القادرة على خلق نقاشات دائمة كالمواضيع الاقتصادية، والعلوم السياسية، والدراسات الدينية، وذلك اعتمادا على اللغة العربية والفرنسية والانجليزية. تجدر الإشارة أن هذه الإحصائيات التي تضمنها التقرير السنوي عن وضعية النشر والكتاب في المغرب، تصدر عن مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، تزامنا مع المعرض الدولي للنشر والكتاب، بهدف بناء تصور دقيق لواقع النشر بالمغرب وديناميته، وتغطي هذه الإحصائيات مجالات مختلفة، باستثناء العلوم الدقيقة، كتب الأطفال، الطبخ، والتداوي. وسجلت الأرقام ارتفاعا ضئيلا في نسبة النشر المغربي، لم يتجاوز 1.75 في المائة، مقارنة بالسنة الماضية، حيث حازت المنشورات الورقية حصة الأسد بنسبة 79،69 في المائة، بينما تشكل نسبة المنشورات الالكترونية 20،31 بزيادة 4،13 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، وهي زيادة مهمة تكشف عن اتجاه جديد في مفهوم النشر والكتابة في المغرب.