معضلات كثيرة تلك التي كشفها التقرير السنوي لمؤسسة عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بشأن وضعية النشر والكتاب بالمغرب في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية لسنتي 2018-2019، إذ خلص إلى أن هيكلة حقل النشر المغربي تبقى "ضعيفة" على غرار المواسم المنصرمة. وحسب التقرير السنوي فإن نسبة المؤلفات التي ينشرها كتّابها على نفقتهم الخاصة تبلغ 25 في المائة من إجمالي المؤلفات المطبوعة، إذ يُقدر عددها ب 736 مؤلفاً، مسجلا أن "الظروف الكائنة حالياً تجعل نطاق انتشار هذه المؤلفات يبقى حبيس حدود مدينة الكاتِب، أو لا يتعدى حقل معارف المؤلّف". وأشارت المؤسسة عينها إلى تمركز أغلب الناشرين في محور الرباط-الدارالبيضاء. لكن "بدأت تظهر ملامح اللاتمركز بخصوص حقل النشر المغربي خلال السنوات الأخيرة،" وفق ما أورده التقرير، الذي لفت إلى انتقال حركة النشر صوب جهات ترابية أخرى تتموقع في الشمال والجنوب. وسلّط التقرير الضوء على وتيرة إصدار المؤلفات بالمملكة؛ ذلك أن دور النشر المهنية الخاصة، البالغ عددها 158 مقاولة، تُنتج ثمانية عناوين لكل ناشر، بينما يبلغ متوسط عدد إصدارات الناشرين المؤسساتيين (296 مؤسسة) 5.7 عناوين لكل ناشر. وأشار المصدر ذاته إلى أن متوسط سعر الكتاب المغربي، برسم سنتي 2018 و2019، وصل إلى 72.74 درهما، مسجلا ارتفاعا بنسبة 3.38 في المائة مقارنة مع الموسم الفارط (70.36 درهما)، لكنه يظل سعراً منخفضًا وسط البلدان المغاربية، حيث بلغ سعر الكتاب في الجزائر 85.93 درهما، و90.81 في تونس. إلى ذلك، يرى التقرير أن سعر الكتاب المغربي لا يشكل سوى 25.8 في المائة من متوسط السعر العمومي للكتاب الفرنسي. على صعيد آخر، بلغت حصيلة النشر المغربي، التي تتضمن المطبوعات الورقية (كتب ومجلات) والمنشورات الإلكترونية، ما مجموعه 4219 عنواناً، إذ حقق زيادة تقدر ب 1.75 في المائة مقارنة مع حصيلة الموسم المنصرم. وبلغ عدد الكتب المنشورة في الفترة المذكورة 2932، بينما وصل عدد المجلات إلى 430 مجلة، في حين أظهر التقرير أن المنشورات الإلكترونية ناهزت 857 منشورا، تتوزع بين 745 كتابا إلكترونيا و112 مجلة رقمية، محققة بذلك زيادة قدرها 12.70 في المائة مقارنة مع التقرير السابق لمؤسسة آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية. وتستحوذ المنشورات الصادرة بالعربية على القسم الأكبر من حصيلة النشر المغربي، حيث يبلغ عددها 3312 عنواناً في هذه الفترة الزمنية، تليها الإصدارات باللغة الفرنسية (775 عنوانا)، متبوعة بالإصدارات الإنجليزية (72 عنوانا)، وتشمل الكتب والمجلات سواء الورقية أو الرقمية. وتيرة النشر الإلكتروني في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية في تصاعد مستمر، يورد التقرير، موضحا أن نسبته خلال السنوات الخمس المنصرمة انتقلت من 3.4 في المائة (فترة 2015-2016) إلى 20.31 في المائة (فترة 2018-2019). كما أبرز التقرير أن العناوين المنشورة باللغة الأمازيغية وصلت إلى 45 عنوانا، بزيادة قدرها 1.22 في المائة بالمقارنة مع التقرير السابق، إذ تشمل الكتب الورقية والرقمية. وهيمنت المؤلفات الأدبية على حصيلة النشر الأمازيغي في هذه الفترة، في حين تهيمن "تشلحيت" وثاريفيت" على وتيرة العناوين.