تعقد منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، اجتماعا طارئا لتحديد ما إذا كان يجب إعلان "حالة الطوارئ الصحية العالمية"، في مواجهة الفيروس الذي اجتاح عددا من الدول مؤخرا. ولم تستخدم منظمة الصحة العالمية هذا التوصيف إلا في حالات نادرة لتفشي أوبئة تستلزم تحركا قويا عالميا كإنفلونزا الخنازير (H1N1) في العام 2009 وفيروس زيكا، في 2016، وحمى إيبولا التي ضربت غرب أفريقيا بين عامي 2014 و 2016 وجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ 2018. ففي أواخر العام الماضي، أعلنت الصين إصابة عدد من الأشخاص بفيروس غامض، أثار حالة من الخوف والقلق بين المسؤولين في مختلف أنحاء العالم، وخاصة بعد الفشل في تحديد نوع الفيروس الجديد ومدى خطورته وطريقة انتشاره. وبؤرة المرض في مدينة ووهان، وسط الصين، وقد ظهر في ديسمبرالماضي لدى مرضى يعملون في سوق لبيع الأسماك وثمار البحر بالجملة، ويعيش في ووهان حوالي 11 مليون نسمة. وقررت السلطات في الصين إغلاق السوق الذي يوصف "بالفوضى والقذارة"، في الأول من يناير. وقالت منظمة الصحة العالمية الإثنين الماضي إنه "يبدو أن حيوانا هو المصدر الأولي الأكثر ترجيحا للفيروس مع انتقاله بشكل محدود بين البشر من خلال اتصال وثيق". في وقت ترجح بعض التقارير بأن الفيروس قد يكون انتقل من بعض الثدييات البحرية التي تحمل فيروس "كورونا" مثل حيتان بيلوغا، التي كانت تباع في السوق، الذي ضم حيوانات ميتة أخرى، مثل الخفافيش والدجاج والثعابين. واليوم الأربعاء أعلنت اللجنة الصينية المعنية بالصحة إن الفيروس الجديد تسبب في وفاة 9 أشخاص وإصابة 440 آخرين حتى الآن، وأمس قال متحدث باسم المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إنه تم في مدينة سياتل تشخيص إصابة شخص قادم من الصين بفيروس كورونا المتفشي في مدينة ووهان الصينية. ومن الأعراض الأكثر انتشارا للفيروس الجديد، هي نفس أعراض عائلة "كورونا"، ومنها "الأعراض التنفسية، والحمى والسعال وضيق النفس وصعوبة التنفس"، وفي الحالات الأشد وطأة، قد تسبب العدوى التهابا رئويا ومتلازمة تنفسية حادة وفشلا كلويا وحتى الوفاة. وتنصح منظمة الصحة العالمية بمجموعة من الممارسات، للحماية من الفيروس مثل الحفاظ على نظافة اليدين والنظافة التنفسية والممارسات الغذائية الصحية من مصادر آمنة وتفادي الاقتراب، قدر الإمكان، من أي شخص تظهر عليه أعراض الأمراض التنفسية، كالسعال والعطس.