قالت منظمة الصحة العالمية إنها تعمل عن كثب مع المسؤولين في تايلند والصين بعد ورود تقارير تؤكد إصابة شخص بفيروس “كورونا المستجد” في تايلند، مشيرة إلى أنه من غير المستبعد اكتشاف حالات إصابة بالفيروس في دول أخرى، ودعت المنظمة إلى ضرورة الرصد النشط والتأهب الدائم في جميع دول العالم. وذكرت المنظمة في بيان، أن شخصا من تايلاند ظهرت عليه علامات الإصابة بفيروس كورونا الشهر الماضي، مشيرة إلى أنه يتعافى من المرض بعد خضوعه للعلاج. وأشارت إلى أن المصاب كان مسافرا قادما من مدينة ووهان في الصين وتبينت للمسؤولين التايلنديين إصابته بالعدوى في 8 يناير الجاري وأُدخل إلى المستشفى في اليوم نفسه. وقد أصدرت المنظمة إرشادات عن كيفية اكتشاف حالات الإصابة بالفيروس الجديد ومعالجتها، مشيرة إلى أن التسلسل الجيني الذي قدمته الصين سيساعد المزيد من الدول على تشخيص المرضى بسرعة أكبر. وأكدت المنظمة مجددا على ضرورة مواصلة التقصي في الصين لتحديد مصدر هذه الفاشية وأي مستودعات حيوانية أو نواقل وسيطة. وأضافت أنه “نظرا للتطورات، فإن المدير العام للمنظمة، تيدروس ادهانوم، يتشاور مع أعضاء لجنة الطوارئ حول إمكانية الدعوة لعقد اجتماع للجنة في غضون مدة قصيرة”. وفيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في عدد من الأمراض تتراوح بين نزلة البرد الشائعة والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، ويطلق عليه أيضا متلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وبالرغم من أن معظم الحالات البشرية المصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية نتجت عن انتقال العدوى بين البشر، فإن من المرجح أن النوق هي المستودع الرئيسي الذي يستضيف فيروس كورونا المسبب لهذه المتلازمة. لا داعي لفرض قيود على السفر أو التجارة مع الصين من جهة أخرى، نصحت منظمة الصحة العالمية، بعدم فرض أية قيود على التجارة أو السفر مع الصين إثر ظهور فيروس كورنا الجديد في مقاطعة “ووهان”والذي تأكد إصابته 41 شخصا حتى الآن. وأشارت المنظمة، في بيان، إلى أنها تلقت معلومات مفصلة من اللجنة الوطنية الصينية للصحة حول تفشي المرض وأن الدلائل تشير إلى أن الوباء مرتبط بأحد أسواق المأكولات البحرية في “ووهان” والذي تم إغلاقه في بداية يناير الجاري. وأكدت المنظمة أنه لا يوجد أي عدوى بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، كما لا يوجد دليل واضح على انتقال العدوى من إنسان لآخر، مشيرة إلى أنه من بين ال41 حالة المؤكدة الإصابة، حدثت حالة وفاة واحدة، وكانت لمريض يعاني في الأساس من ظروف صحية خطيرة. وكانت السلطات الصحية في مدينة ووهان بوسط الصين قد سجلت، مؤخرا، أول حالة وفاة في البلاد بسبب نوع جديد من الفيروسات التاجية “كورونا”. وذكرت لجنة الصحة البلدية في ووهان، أن سبعة أشخاص آخرين في حالة حرجة. وقالت اللجنة إن ما مجموعه 41 شخصا كانوا يعانون من الالتهاب الرئوي الناجم عن “نوع جديد محدد سلفا من الفيروس التاجي” اعتبارا من يوم الجمعة ما قبل الماضي، مشيرة إلى أن هؤلاء في حالة مستقرة وأن اثنين على الأقل قد أخرجا من المستشفى. وتم تعريف المريض الذي توفي على أنه رجل يبلغ من العمر 61 عاما تم قبوله في المستشفى بعد تعرضه لضيق في التنفس والتهاب رئوي حاد. وأشارت اللجنة إلى أن المريض كان يعاني أيضا من أورام في البطن وأمراض كبد مزمنة وكان زبونا دائما في سوق للمواد الغذائية في ضواحي ووهان التي ارتبطت بمعظم الحالات. ولفتت منظمة الصحة العالمية إلى أن الصين شاركت التسلسل الجيني لفيروس كورونا الجديد في 12 يناير، والذي سيكون ذا أهمية كبيرة بالنسبة للبلدان الأخرى لاستخدامه في تطوير مجموعات تشخيصية محددة. وكانت السلطات الصينية قد حددت نوعا جديدا من فيروس كورونا وتم عزله في 7 يناير، وتم إجراء الاختبارات المعملية على جميع الحالات التي تم تحديدها، وجرى استبعاد مسببات الأمراض التنفسية الأخرى مثل الانفلونزا وفيروس كورونا لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة. وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه لم يتم اكتشاف أية حالات إضافية منذ 3 يناير 2020، منوهة إلى أن السلطات الوطنية الصينية أفادت بأن المرضى تم عزلهم ويتلقون العلاج في المؤسسات الطبية بمقاطعة “ووهان”. يشار إلى أن الأعراض السريرية للفيروس والمبلغ عنها هي الحمى بشكل أساسي مع وجود حالات قليلة تواجه صعوبة في التنفس، كما يظهر التصوير الشعاعي للصدر وجود مشكلات في كلتا الرئتين. وأثارت سلسلة إصابات بالالتهاب الرئوي مخاوف من تفشي هذا المرض بشكل وبائي بعد أن قالت الصين الأسبوع الماضي إن الفيروس المسبب للمرض من نوع غير معروف من قبل ولكنه من نفس عائلة الفيروسات التي سببت وبائي التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا).