قال عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار إن الحزب، لا يريد ربح صوت الصناديق، بل ما يهمه أكثر هو الفوز بصوت المواطن. وأوضح في دمنات خلال إطلاق برنامج «مائة يوم.. مائة مدينة» أن الاستحقاقات الانتخابية ما تزال بعيدة، ومع ذلك يجب على الأحزاب الجادة أن تنزل إلى الميدان وأن تنصت لنبض الشارع. عرض سياسي وانطلق برنامج الحمامة «مائة يوم.. مائة مدينة» يوم السبت الماضي، وهو برنامج يسمح بإشراك المواطنين في بلورة عرض سياسي، يتضمن أولويات كل مدينة على حدة في أفق الاستحقاقات المقبلة.. وقال عزيز أخنوش، بهذا الخصوص إن الحزب سعيد بأن يعطي انطلاقة البرنامج من المدينة العريقة التي أنجبت رجالا ونساء ساهموا في تقدم وطنهم. وتتواصل هذه المبادرة الحزبية إلى غاية شهر يوليوز 2020 إشراك مواطني كل مدينة في صياغة توصيات بشأن الخدمات العامة الجيدة، خصوصا في قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل والاستثمار والتنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة وغيرها، بهدف بلورتها في إطار برامج وتصورات عمل مستقبلية. وأكد أخنوش أمام حوالي 300 مشارك في هذه المحطة الأولى من البرنامج، الأكبر من نوعه في المغرب، أن «100 يوم 100 مدينة» هو برنامج للإنصات للمواطنين من أجل التعرف على أولوياتهم، وكيف يرون مستقبل مدنهم، خاصة في ما يتعلق بقطاعات الصحة والتعليم والشغل والبنيات التحتية، وذلك من أجل صياغة برنامج سياسي واقعي وعملي، بمقاربة تشاركية من المواطن وإليه. وأوضح أن إطلاق هذه الحملة يشكل فرصة للاستماع والتفاعل بشكل إيجابي مع المواطنين بهذه المدن من أجل تحديد احتياجاتهم والعمل على سن سياسات من شأنها تحسين ظروفهم المعيشية. وأشار إلى أن مختلف مكونات الحزب ستجتمع مع المواطنين في نهاية كل أسبوع في ثلاث مدن منفصلة، من أجل الوقوف على مختلف الأوضاع والاطلاع على الانشغالات والمطالب التي تعبر عنها الساكنة، ونقل مشاكلها وتأطيرها بهدف تمكينها من حقوقها الاجتماعية والاقتصادية. ليس كل شيء أسود عزيز أخنوش أشار إلى أن الحزب سيغيّر بشكل جذري نمط اتخاذ القرارات، مردفا أن منافسي «الحمامة» حتى وإن قاموا باستلهام هذه المبادرة «فلا مشكل في ذلك طالما أن الأمر في مصلحة الوطن والمواطنين». وأبرز المتحدث ذاته أن حلول المشاكل القائمة تختلف من مدينة لأخرى، حسب خصوصية كل واحدة، وأن كل مدينة تتوفر على إيجابيات يجب تعزيزها وسلبيات يجب تجاوزها. من جهة ثانية، سجّل رئيس التجمع الوطني للأحرار أن الحزب لا يرى كل شيء باللون الأسود، بل على العكس، «مدننا تقدمت بشكل كبير مقارنة مع الوضع الذي كانت عليه قبل 20 أو 30 سنة»، يقول، مضيفا أن الوقت قد حان للخروج من الطريقة التقليدية لتطوير المدن، أي بالتركيز على البنية التحتية والتوجه أكثر نحو تحسين العيش اليومي للمواطن، وبناء الإنسان، عبر توفير الفضاءات الضرورية لممارسة الرياضة والثقافة والفن. هاد البلاد فيها الله والوطن والملك ولم يفوّت أخنوش الفرصة للتأكيد مرة أخرى، عقب بعض الأحداث الأخيرة التي مسّت بمقدسات المملكة، على أن «هاد البلاد فيها الله والوطن والملك»، مضيفا: «لي بغا يحرق الدرابّو راه بحال إيلا حرق المغاربة كاملين، ولي بغا يدير البوز على حساب المؤسسات يمشي يقلب على فين يديرو». قلب المعادلة من جهته سجّل عبد الرحيم الشطبي، المنسق الجهوي للتجمع الوطني للأحرار ببني ملال خنيفرة، أن الحزب لم يحلّ بالمنطقة لتصريف مواقف سياسية بل هدفه الوحيد هو الإنصات للمواطنين، والدليل على ذلك أن ساكنة دمنات لبّت هذه الدعوة للحديث عن انتظاراتها في مختلف المجالات، كالصحة والتعليم والتشغيل والفلاحة وغيرها، على اعتبار أن كل مدينة تتميز بخصوصياتها وتحتاج إلى حلول ومبادرات تتلاءم مع هذه الخصوصيات. وهو ما أكده رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، عندما قال إن الحزب قطع مع مرحلة التخطيط لبرامج حزبية سياسية خاصة بمدن المغرب، إنطلاقا من مكتبه المركزي للرباط. مضيفا أن الحزب نجح بالفعل في الخروج من نهج صياغة التقارير المصاغة عن بعد، بنهجه لمبدأ اللاتمركز، والإنصات للمواطن في جميع ربوع المملكة انسجاما مع مساعي المغرب في جهوية موسعة. وأوضح العلمي أن «مبادرة 100 يوم 100 مدينة» مختبر لجمع المعلومات، وهي عملية يساهم فيها المواطن، وترجع منافعها إليه مباشرة، واعتبر أن انطلاقة المبادرة بمدينة دمنات، جاء لما تحمله من دلالة تتعلق بعمق الحضارة المغربية، والوطنية المشهودة لرجالها ونسائها. وفي نفس السياق سارت كلمة محمد بوسعيد عندما أكد أن الحزب قطع مع إعداد الاستراتيجيات والبرامج في المركز بانفتاحه على المواطنين لصياغة عرضه السياسي، وأضاف قائلا: «نريد قلب المعادلة عبر الإنصات لمشاكل ومعيقات المواطنين في ربوع بلادنا، وأخذ آرائهم بعين الاعتبار في مشروعنا السياسي». وأوضح بوسعيد أن الحزب يزور المدن والقرى ليس فقط لإلقاء الخطابات، وإنما للعمل على بلورة مشروعه السياسي، ليكون خارطة طريق تسهل أمام المدبرين للشأن العام مستقبلا عملهم في التجاوب مع قضايا وهموم المواطنين.