في أبعد نقطة من جبال الأطلس الكبير، اختار حزب التجمع الوطني للأحرار أن يعطي انطلاقة برنامجه الوطني الحزبي "100 يوم 100 مدينة"، وبالضبط من مدينة دمنات، بوفد يضمُّ وزراء الحزب وأعضاء مكتبهِ السّياسي، حيث شكل الموعد الحزبي الأول من نوعه في المملكة فرصة للاستماع لمشاكل ساكنة المنطقة، في أفق تضمينها في برنامج يخص الانتخابات المقبلة. ويراهنُ "حزب الحمامة" من خلال مبادرته الوطنية "100 يوم 100 مدينة"، وزياراتهِ الميدانية إلى مناطق بعيدة في جبال الأطلس المتوسّط والكبير، على تكريس وجودهِ التنظيمي وتمثيل السّاكنة المحلية ونقلِ مشاكلها؛ إذ أكّد محمد بوسعيد، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أنّ "الحزب سيستمرُّ في استراتيجيته التواصلية الهادفة إلى تأطير سكان المنطقة وتمكينهم من حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية". ويأتي حلول وفد تجمعي يترأسه عزيز أخنوش، رئيس الحزب، بإقليم دمنات، في سياق إطلاق الحزب لمبادرة هي الأولى من نوعها في المشهد السياسي المغربي، حيث يروم التجمعيون من وراء هذه اللقاءات اليومية مع المواطنين في إقليمأزيلال الاستماع إلى مشاكل الساكنة المحلية التي تعاني من غياب المرافق الحيوية. وفي هذا السياق، قال محمد بوسعيد، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن "هذه المبادرة لا تكتسي صبغة انتخابوية، كما تفعل بعض الأحزاب، نحن نريد أن نستمع لمطالب الساكنة ولهمومها ومشاكلها وانتظاراتها، مع تحديد الأوليات من أجل رسم خارطة الطريق التي ستفضي لا محالة إلى تحسين مستوى عيش الساكنة وتجاوز المشاكل العالقة". وأوضح بوسعيد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الأمر يتعلق ببرنامج طموح سيجول كل المدن الصغيرة والنائية والكبيرة، ولن يغفل العالم القروي، بحيث إن مدينة دمنات أسست قبل مراكش وتمثل حاضرة الجهة، قبل أن يؤكد: "نحن في إقليمأزيلال للاستماع لمشاكل المغاربة في أفق معالجتها". وزاد القيادي التجمعي قائلا: "حزبنا جاء إلى هذه المنطقة النائية من أجل الاستماع لهموم المواطنين وليس من أجل البوليميك"، موردا أن الحزب أعطى انطلاق "برنامج 100 يوم 100 مدينة" "لبناء عرض سياسي مع المواطنين، يتضمن الاستماع لأولويات المدن بغية الخروج ببرنامج يخص الانتخابات المقبلة". من جانبه، قال عبد الرحيم الشطبي، المنسق الجهوي للحزب بني ملالأزيلال، إن "مبادرة 100 يوم 100 مدينة هي الأولى من نوعها في المغرب، وتروم الاستماع لهموم المواطنين وجردها في أفق معالجتها"، معتبرا أن "إقليمأزيلال يحتاج لعرض سياسي جديد يعيد ثقة المواطنين ويعالج مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية". وأبرز الشطبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الرهان الأول والأساسي هو الجلوس مع المواطنين وبناء جو من الثقة، والاستماع عن قرب لتطلعات المواطنين والاطلاع على المشاكل والقضايا التي تحظى باهتمامهم". وقال أمصروح مصطفى، سائق أجرة من مدينة دمنات، إن "الوضع الاجتماعي والاقتصادي في إقليمأزيلال مزرٍ وصعبٌ"، موردا أن "التشغيل والتعليم والصحة من أولويات المواطنين في المنطقة، وهي شبه منعدمة في ظل وجود مشاكل لم تعالجها الأحزاب المتعاقبة على الحكم". من جانبها، أكدت حليمة زبيدة، ربة بيت من منطقة دمنات، أن "المبادرة التي يطلقها الحزب محمودة لأننا نحس بأن هناك جهات مسؤولة تستمع لهمومنا وتريد حل مشاكلنا"، معتبرة أن "زيارة الوفد الرسمي إلى المنطقة ستغير العديد من الأمور، وستمنح للإقليم إشعاعا وطنيا".