مدريد / 09 / 06 / ومع / يستضيف " البيت العربي " وسط مدريد خلال الفترة ما بين 7 يونيو و 22 شتنبر معرض " المغاربة " للفوتوغرافية المغربية الراحلة ليلى العلوي ( 1982 / 2016 ) الذي يجمع سلسلة من الصور الفوتوغرافية بالحجم الطبيعي أنجزتها الراحلة في عدة مناطق وجهات من المغرب . ويسعى هذا المعرض الفني الذي تم افتتاحه الخميس بحضور شخصيات وازنة من عالم الفكر والثقافة والفن إلى أن يشكل لحظة تكريم ووفاء لمسار الراحلة ليلى العلوي كفنانة ملتزمة وأيضا كإنسانة كريمة ومرهفة الأحاسيس وذلك بعد أكثر من ثلاث سنوات عن رحيلها المفجع ضحية لهجمات واغادوغو الإرهابية يوم 15 يناير 2016 . ويندرج الكشف عن سلسلة الصور الفوتوغرافية الشهيرة " المغاربة " للجمهور وعشاق الفن والمتتبعين في إطار الدورة 22 لمهرجان ( صور إسبانيا ) وذلك بتعاون وتنسيق مع سفارة المغرب بمدريد . ويتضمن هذا المعرض الثقافي والفني حوالي 30 من اللوحات الفنية تم التقاطها ما بين عامي 2010 و 2014 بمختلف مناطق وجهات المملكة وتسلط الضوء على التنوع والتعددية الثقافية بالمغرب وكذا على قوة الأبعاد الفنية والتصويرية لعدسة الراحلة ليلى العلوي . وتشكل هذه الصور الفوتوغرافية كنزا بصريا يضم صور مغاربة ومغربيات من مختلف الأعمار والانتماءات الجغرافية ومن مختلف المناطق والمدن والقرى المغربية والتي تؤكد جميعها الانتماء الأكبر لرقعة جغرافية بكل ما تعنيه من تمثلات وقيم تنعكس في الاختيارات الجمالية والسلوكية لقاطنيها. وكانت الفنانة ليلى العلوي قد قالت بخصوص هذا المعرض " بالاعتماد على موروثي الخاص عشت في مجتمعات مختلفة واستخدمت تموقعي كمغربية المولد والأصل من أجل استكشاف عبر هذه الصور ذاتية الأشخاص وآمالهم وتطلعاتهم " . وقال غيوم دي سارديس محافظ المعرض إن هذه السلسلة من الصور هي التي ساهمت في شهرة الراحلة الفنانة ليلى العلوي مشيرا إلى أن هذه الأعمال الفنية التي يتضمنها المعرض والتي التقطت بمختلف مناطق وجهات المملكة تعكس بحق طريقة لباس المغاربة بالطريقة التقليدية وكذا التنوع والتعدد الذي يميز عادات وتقاليد المجتمع المغربي . وأضاف غيوم دي سارديس في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الأعمال الفنية التي يتضمنها هذا المعرض الذي احتضنه سابقا متحف ( إيف سان لوران ) بمراكش تأثرت في نفس الوقت بأسماء كبيرة في مجال الفن الكلاسيكي مثل جان فان إيك ورامبراندت بالإضافة إلى فنانين فوتوغرافيين تأثرت بهم الراحلة ليلى العلوي خاصة الفنان الأمريكي ريتشارد أفيدون ومواطنه روبرت فرانك الذي أنجز سلسلة الصور الفوتوغرافية الشهيرة " الأمريكيون " . من جهتها أكدت كريستين العلوي رئيسة " مؤسسة ليلى العلوي " أن هذا المعرض يمثل مشروعا اجتماعيا وأنثروبولوجيا كانت الفنانة الراحلة ترغب من خلاله بالاحتفاء بكل هذه العادات والتقاليد المغربية العريقة والتأريخ لها . وأوضحت والدة ليلى العلوي أن هذا المعرض " هو مشروع يتم عرضه في العديد من البلدان وفي جميع أنحاء العالم " مشيرة إلى أن ابنتها التي كانت فنانة ملتزمة " أضحت رمزا عالميا لفن التصوير الاجتماعي " . وأكدت أن الالتزام والشغف والحب الذي كانت الراحلة تكنه للجميع خلال حياتها القصيرة يستعاد الآن اتجاهها بكل حمولته من خلال المعارض الذي تنظم لأعمالها الفنية كما هو الحال الآن ب ( البيت العربي ) في مدريد . وبخصوص " مؤسسة ليلى العلوي " أكدت كريستين العلوي أنه تم إنشاؤها بهدف مواصلة عمل ومجهودات ليلى وكذا لدعم وتعزيز كل الأفكار والمبادئ التي كانت تناضل من أجلها وتدافع عنها في حياتها مشيرة إلى أنه " تم العثور حاليا على الفضاء الذي سيحتضن هذه المؤسسة مما سيمكننا من تنظيم المعارض ودعوة الفنانين الملتزمين بالأعمال الاجتماعية إلى جانب تنظيم لقاءات ومحاضرات وورشات عمل لفائدة الأطفال المحرومين " . ودرست المصورة المغربية ليلى العلوي ( 1982 / 2016 ) التصوير الفوتوغرافي في جامعة مدينة نيويورك وكانت أعمالها الفنية ترتكز على بناء الهوية والتنوع الثقافي والهجرة في منطقة البحر المتوسط . وكانت تستخدم فن التصوير الفوتوغرافي وتقنيات الفيديو من أجل التعبير عن الواقع الاجتماعي عبر لغة بصرية تمزج بين حدود الفن التوثيقي وفنون التصوير . وبدأ عرض أعمالها الإبداعية والفنية دوليا منذ عام 2009 ( آرت دبي ) وب ( معهد العالم العربي ) و ( البيت الأوربي للتصوير في باريس ) كما نشرت صورها في العديد من الصحف والمجلات بما في ذلك نيويورك تايمز وفوغ وغيرها . كما أن التزامها الإنساني ومبادئها والقيم التي كانت تؤمن بها وتدافع عنها جعلها تعمل مع العديد من المنظمات غير الحكومية المعترف بها مثل المجلس الدنماركي للاجئين ومفوضية شؤون اللاجئين وغيرهما . وفي شهر يناير عام 2016 وبينما كانت الراحلة ليلى العلوي تقوم بمهمة كلفتها بها منظمة العفو الدولية وتتعلق بإنجاز أعمال فنية حول حقوق المرأة في بوركينا فاسو كانت ضحية لتفجير إرهابي في واغادوغو .