أكد مؤسس ورئيس المجلس البيروفي للصداقة مع البوليساريو، ريكاردو سانشيز سييرا، الطابع غير الواقعي للطرح الانفصالي، مشددا على وجاهة المقترح المغربي للحكم الذاتي الذي يتمتع بتثمين بلدان مؤثرة بمجلس الأمن. وكتب سانشيز سييرا، في مقال تحت عنوان "الصحراء الغربية..جوابا على المنتقدين" نشرته يومية "لا رازون" في عددها الصادر الأربعاء، قائلا "ما هي الأشياء التي بقي أن نفعلها؟ تسريع البحث عن حل سياسي للنزاع على أساس المسلسل السياسي للأمم المتحدة، في إطاره تتمتع المبادرة المغربية للحكم الذاتي بتثمين دول مؤثرة بمجلس الأمن وجزء كبير من المجتمع الدولي". وفي المقال ذاته، دق سانشيز سييرا ناقوس الخطر بشأن "الطابع غير الواقعي وغير القابل للتحقيق لخيار الانفصال"، مشددا على أن ما يحمله المستقبل للقضية الانفصالية أسوأ بكثير. ومن أجل التفصيل في هذه الوقائع، عاد المحلل السياسي إلى احتضار الأطروحة الانفصالية التي وعدت بها بوليساريو، متطرقا الى اهتراء الدعم التقليدي للقضية الانفصالية للبوليساريو كفنزويلا مادورو وسقوط النظام الليبي الذي كان يقدم دعما سياسيا وماليا كبيرا للبوليساريو، والمشاكل المؤسساتية بالجزائر، داعمها الرئيسي، وآفات الارهاب وعدم الاستقرار التي تضرب منطقة الساحل. واعتبر الكاتب أن مختلف هذه العوامل تدفع في اتجاه معاكس لخيار الاستقلال، مشددا على أنه "منذ ثمانينيات القرن الماضي، تعاني البوليساريو من سحب الدول الاعتراف بها حيث انتقل عددها من ثمانين إلى عشرين، تتوزع حاليا على جنوب القارة الافريقية التي تقع تحت نفوذ دولة جنوب افريقيا وبلدان "ألبا" بأمريكا اللاتينية". وإلى ذلك يضاف التوتر بالمخيمات، وهو قنبلة حقيقية موقوتة، يضيف الكاتب ذاته، موضحا أن "المواجهات الأخيرة بين القبائل كشفت ما سعت البوليساريو طويلا لإخفائه، يعني الطابع القبلي لبنيتها مع هيمنة تامة لقبيلة الركيبات، وهو ما يشكك في الطابع الديمقراطي للحركة ويمهد الطريق لنزاع قبلي حقيقي (أزيد من 30 قبيلة) في حالة الانفصال". واستطرد قائلا "من السذاجة والغباء الاعتقاد بأن المغرب سيتخلى يوما على أراضيه بالصحراء. لا توجد قضية تحظى بالإجماع والتوافق من قبل المجتمع المغربي قاطبة كما هو الحال بالنسبة لما يوصف بالمغرب ب +القضية الوطنية+"، مبرزا أن "عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي، بعدما تخلى عن سياسة "الكرسي الفارغ"، قد أتت ثمارها الاولى من خلال تجميد عمل هذه المنظمة لصالح خيار الاستقلال ومن خلال تهميش البوليساريو وداعميها في الاتحاد الافريقي". وفي معرض تساؤله بشأن الدوافع وراء مغادرة 10 آلاف شخص وكذا الأعضاء المؤسسين للبوليساريو لمخيمات تندوف، لم يفت سييرا أن يتطرق إلى المصائب التي تعاني منها ساكنة هذه المخيمات "التي تكابد من اجل البقاء على قيد الحياة". "يؤلمني أنهم يواصلون حياتهم هكذا في ظل هذا الوضع. +الاستقلال أو لا شيء+ ليس خيارا واقعيا، إنه فظيع. إنه من المستعجل وضع حد لهذه المأساة الانسانية" يضيف الكاتب ذاته، مشيرا إلى أن مختلف الذين قرروا، في لحظات متباينة من النزاع، القطع مع الحركة المذكورة والعودة للمغرب، نجحوا في الاندماج بيسر في الحياة السياسية والاجتماعية بالبلاد. ويخلص مؤسس ورئيس المجلس البيروفي للصداقة مع البوليساريو إلى أنه "بمناسبة تخليد تأسيس البوليساريو اليوم 27 فبراير سيكون ذنبا، قد لن يغفره الله، لخداع الناس بانتصار كاذب". الحقيقة أن أية معركة لم يتم ربحها، على مختلف الجبهات، سواء السياسية او الديبلوماسية