لم تمر سوى أيام قليلة على مصادقة البرلمان الأوروبي على اتفاقية الصيد مع المغرب التي تتضمن الأقاليم الجنوبية، ومصادقة الرئيس الأمريكي على ميزانية بلاده التي تنص على أن الاعتمادات المخصصة للمملكة يمكن استخدامها للمساعدة في الصحراء المغربية، حتى تلقت أطروحة الإنفصال ضربة قوية وهذه المرة من أمريكا الجنوبية بعد إعلان أحد أكبر المؤيدين للبوليساريو في العقد الأخير أن الحل الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية هو مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب. ريكاردو سانشيث سيرا، الناشط البيروفي ومؤسس ورئيس «المجلس البيروفي للصداقة مع الشعب الصحراوي» قضى أزيد من عشر سنوات يدافع عن البوليساريو وأطروحة الانفصال، كما أنه ألف كتابا حول الموضوع وكتب عشرات المقالات في مختلف وسائل الإعلام البيروفية والعالمية، وهو الوضع الذي يجعل منه، كما كتب في الموقع الإخباري «بيرو إنفورما» «يعطيني سلطة معنوية، الحق والواجب، لأكون واضحا مع أصدقائي في البوليساريو». وفي إطار هذا الوضوح الذي عبر عنه الناشط البيروفي، أعلن في نفس المقال المذكور أن الوقت قد حان لترتفع البوليساريو إلى مستوى اللحظة التاريخية وأن تمتلك الإرادة والشجاعة لاتخاذ قرارات حاسمة بالنسبة لمستقبل ورفاهية الصحراويين. وأوضح ريكاردو سانشيث سيرا أنه في 1991 وضعت الأممالمتحدة مخططا للاستفتاء في الصحراء، غير أن الأممالمتحدة نفسها ستعود سنة 2004 لتعلن استحالة تنظيم هذا الاستفتاء لأسباب تقنية وسياسية. ويضيف كاتب المقال أن مجلس الأمن سبق له أن اتخذ قرارا يدعو إلى حل سياسي عادل دائم ومقبول من الطرفين، كما أنه اعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب « جديا وواقعيا وذا مصداقية» في الوقت الذي اعتبرت فيه الولاياتالمتحدة هذا المقترح، مقاربة تمكن الصحراويين من تحقيق مطامحم. واعتبر ريكاردو سانشيث سيرا ، أن الوقت قد حان للاعتراف بأن المغرب تطور في ما يتعلق بموقفه من هذا النزاع للوصول إلى مقترح الحكم الذاتي، فيما لاتزال البوليساريو ثابتة على موقف المطالب بالاستقلال وهو ما تعتبره العديد من الدول المؤثرة مطالبا متجاوزا وقفزة إلى الفراغ لن تؤدي إلا إلى إنشاء دولة فاشلة تهدد الأمن والاستقرار. وبعد أن قدم كل هذه التوضيحات، أعلن مؤسس ورئيس «المجلس البيروفي للصداقة مع الشعب الصحراوي»: «نحن كثيرون ممن يشكلون دعامة دولية للبوليساريو. نعتقد أن هذه الأخيرة عليها أن تغتنم هذه الفرصة التاريخية التي يقدمها مسلسل السلام الأممي وأن تقبل بالحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب بضمانات دولية، كثيرون لديهم هذه القناعة بما في ذلك من داخل البوليساريو بل إن العديد منهم أعلنوا على الملأ انشقاقهم». وأكد الناشط البيروفي أن المغرب، بنيويا وتاريخيا، دولة عصرية ويملك إمكانيات تنموية وهي المعطيات التي تجعل من مقترحه للحكم الذاتي مقترحا صائبا، مضيفا أن البرلمان الأوروبي صادق على اتفاقية الصيد مع المغرب التي تتضمن الأقاليم الصحراوية، كما أن الولاياتالمتحدة، وللمرة الخامسة على التوالي، صادقت على ميزانية تنص على أن الاعتمادات المخصصة للمملكة يمكن استخدامها للمساعدة في الصحراء ، وأن الاتحاد الإفريقي قرر عدم التدخل في النزاع ، معتبرا أن هذه التطورات صبت كلها في صالح المغرب وأدخلت البوليساريو في عزلة أكثر من أي وقت مضى وبدون مستقبل ، ليختم الناشط البيروفي مقاله بالتأكيد على أن إيجاد حل لنزاع الصحراء في صالح الأمن والتقدم في المنطقة.