وظَّفت عائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شركتها الخاصة عمالاً غير مسجلين في الدوائر الرسمية، ويبدو أن ذلك كان نهجاً لديها بصورة أوسع مما كان يُعتَقَد سابقاً، خاصة بعد أن فَقَد كثيرٌ من هؤلاء وظائفهم الشهر الماضي بنادٍ للغولف يتبع ترامب جنوب ولاية نيو جيرسي الأمريكية. كان النادي الواقع في منطقة باين هيل بنيوجيرسي، والمعروف باسم «نادي ترامب الوطني للغولف فيلادلفيا»، هو ثالث عقار لترامب يُطرَد منه عمال غير موثقين، منذ أن قامت صحيفة The New York Times الأمريكية في ديسمبر الماضي بنشر تقرير يفيد بأنَّ نادي ترامب للغولف وظَّف طوال سنواتٍ مهاجرين كانوا يقيمون في البلاد بصورة غير قانونية. وطردت شركة الرئيس نحو 12 عاملاً غير موثق في نادي و12 عاملاً في «نادي ترامب للغولف ويستشيستر» آخرين بضاحية برايركليف مانور في ولاية نيويورك، بعد نشر المقال، بحسب صحيفة The New York Times الأمريكية. وقال أشخاص مُطّلِعون على عمليات طرد العمال في باين هيل إنَّ نحو 5 عمال في النادي فُصِلوا أو أُبلِغوا بعدم الحضور إلى العمل مجدداً، بما في ذلك موظفين موسميين لم يكن مقرراً أن يعملا حتى الربيع المقبل.
وقالت الشركة إنَّها تعرَّضت للخداع من موظفين استخدموا هويات زائفة ليحصلوا على وظائفهم. لكنَّ بعض العمال في بيدمنستر أبلغوا صحيفة The New York Times بأنَّهم ظلوا على جداول الرواتب بالرغم من أنَّ الإدارة كانت على علم بوثائقهم الزائفة. ورفض متحدثٌ باسم الشركة التعليق على المسألة الجمعة 1 فبراير.
كما تأتي في الوقت الذي تواجه فيه مؤسسة ترامب عملية تدقيقٍ أوسع من جانب الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس الذين يبحثون في الممارسات التجارية للشركة. وقال الأشخاص المطلعون إنَّه يبدو أنَّ المشكلات بدأت تتركَّز في ناديي غولف بيدمنستر وويستشيستر في هذه المرحلة من عملية المراجعة، كما أنَّ اكتشاف العمال غير الموثقين في النادي الكائن بجنوب نيوجيرسي يُظهِر أنَّ المشكلة منتشرة على نحوٍ أكبر مما كان يُعتَقَد سلفاً. وكانت صحيفة The Washington Post الأمريكية أول مَن تحدث عن عمليات الفصل في نادي ويستشيستر. وأعلنت مؤسسة ترامب الثلاثاء الماضي 29 يناير إنَّها ستستخدم نظاماً –يُعرَف بنظام التحقق الإلكتروني- لمنع العمال غير الموثقين من الحصول على وظائف في عقاراتها. وقد استخدمت الشركة هذا النظام في سنوات عديدة سابقة في كثيرٍ من عقاراتها الفندقية، ولو أنَّها لم تتبنَّ هذا النظام في معظم ملاعب الغولف التابعة لها. قال إريك ترامب، نائب الرئيس التنفيذي بمؤسسة ترامب، في بيانٍ يوم الثلاثاء: «يتعين أن أقول إنَّه بالنسبة لي شخصياً، هذا الأمر برُمَّته مفجعٌ حقاً. موظفونا هم كالعائلة، لكن حين يتقدَّمون بوثائق زائفة، لا يكون أمام رب العمل خيارات كثيرة». وأضاف أنَّ الاستعانة بمهاجرين غير موثقين ليس مشكلة فريدة تخص مؤسسة ترامب، وإنَّها «تظهر أنَّ نظام الهجرة لدينا معطوبٌ للغاية ويحتاج للإصلاح في الحال». ويشارك نحو 8 ملايين عامل غير موثق في قوة العمل بالولايات المتحدة، وأحد الأسرار المعروفة أنَّهم يستخدمون وثائق زائفة للحصول على عمل، عادةً ما تتمثَّل تلك الوثائق في أرقام ضمان اجتماعي وبطاقات إقامة دائمة مزورة. ويضم نادي باين هيل ملعب غولف به 18 حفرة، وتحيط به أشجار القيقب والصنوبر على مساحة 365 فداناً. ويستمتع الأعضاء بملاعب الغولف الخضراء ومبنًى اجتماعياً في النادي تبلغ مساحته 43 ألف قدم مربعة (563.6 متر مربع) تُقام فيه حفلات الزفاف والفعاليات الأخرى. ويتميز النادي الواقع على قمة إحدى التلال بإطلالة على خط أفق مدينة فيلادلفيا. يوظف نادي الغولف بين 100 إلى 200 شخص، الكثير منهم يشغلون وظائف موسمية. ولكن العمال المهاجرون هناك مُكلَّفون بمهام ري وجَزِّ وتشذيب المساحات الخضراء؛ ورعاية قاعة الولائم التي تتسع ل300 شخص؛ وإعداد الطعام في مطعم النادي. ولأنَّ العمال ليس لديهم محامون ولا يزالون موجودين في البلاد بصورة غير قانونية، رفض شخصان ممَن تحدثوا عن عمليات الفصل الكشف عن أسمائهم أو أسماء أفراد عائلاتهم. وقال عاملٌ رفض الكشف عن اسمه: إنَّ المهاجرين تلقوا معاملةً جيدة من إدارة النادي، وإنَّ بعضهم انهار حين فُصِلوا من العمل. وأضاف العامل: «ليس سهلاً العثور على وظيفة إن لم تكن لديك وثائق، وبعدما عملت هناك». ووفقاً لعدة روايات، قِيل إنَّ المدير العام أعرب عن أسفه لفصل العمال. وكان ترامب قد وصف المكسيكيين أثناء الحملة الانتخابية بأنَّهم «مُغتصِبون ومجرمون». واعتبر ترامب أنَّ الهجرة غير الشرعية «مشكلة كبيرة للغاية»، وكثَّفت حكومته مداهماتها لأماكن العمل وعمليات التدقيق في جداول الرواتب في الشركات التي يُشتبَه بتوظيفها عمالاً غير موثقين.