أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أحدثَ تقرير لها عن تغير المناخ و ارتفاع درجات الحرارة ، يوم الإثنين 8 أكتوبر، وللأسف التقرير مُحبِط للقراء. وتخشى العديد من البلدان والمجتمعات التي تقع على ارتفاع منخفض من مستوى سطح البحر أن تختفي تحت البحر، ما لم يكن هناك إجراء عاجل لمنع المزيد من الارتفاعات في درجات الحرارة، ومن بينها مدينة الإسكندرية المصرية ودبي الإماراتية وبيروت اللبنانية والبصرةالعراقية. منذ تأسيسها في القرن الرابع قبل الميلاد، قاتلت الإسكندرية ضد البحر. تلاشى أثر منارتها الشهيرة ومعابدها ومكتبتها القديمة في البحر منذ مئات السنين، يقول تقرير لموقع The Middle East Eye البريطاني. تتعرض مدينة الإسكندرية الساحلية مترامية الأطراف، التي تشتهر بكونها واحدة من أقدم موانئ العالم وأكثرها جلالاً، وتعتبر عاصمة مصر الثانية، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة، تتعرض للهجوم من البر والبحر على حدٍّ سواء. ويتسبَّب التغيُّر المناخي في ارتفاع مستويات البحر في البحر الأبيض المتوسط. ويعني انخفاض مستويات تراكم الطمي في دلتا النيل أنَّ الأسس الساحلية التي بُنيت عليها الإسكندرية في حالة تآكل. وشهدت المدينة التي توجد تحت مستوى سطح البحر مزيداً من الفيضانات السيئة عام 2017، ثم مرة أخرى في وقت سابق من العام الجاري، مما تسبَّب في خسارة مادية تُقدر بملايين الدولارات في واحدة من المراكز الصناعية الرئيسية في مصر وإحدى وجهاتها السياحية. لكن الإسكندرية ليست وحدها في مواجهة مشاكل ارتفاع مستوى سطح البحر والغمر بالملح. فمدينة جاكرتا في إندونيسيا –البلد الذي يضم أكبر عدد من المسلمين في العالم- تتمتع بميزة لا تحسد عليها، كونها المدينة الأسرع عرضة للغرق على هذا الكوكب. ويقول العلماء إنَّ العاصمة الإندونيسية، التي يسكنها 10 ملايين شخص، يمكن أن تغمرها المياه بالكامل بحلول منتصف القرن. وتشعر المدن التي تشهد توسعاً سريعاً مثل دبي -التي كانت قرية للصيد منذ زمن ليس ببعيد وهي الآن موطن لمجموعة مذهلة من بعض أطول المباني على الأرض- بالقلق إزاء ارتفاع منسوب مياه البحار ومشاريع التنمية الطموحة التي يُجري استصلاحها بالقرب من البحر. وتشعر دول الخليج بقلق خاص من تأثير زيادة نشاط العواصف بسبب ارتفاع درجة حرارة البحار. وفي بيروت، حيث تضاعف عدد السكان إلى أكثر من مليوني نسمة في السنوات الأخيرة، أدى الضخ الزائد للمياه الجوفية إلى الزجّ بمياه البحر إلى مستودعات المياه الجوفية أسفل المدينة. وفي البصرة في جنوبي العراق، أدى تضاؤل إمدادات المياه المتدفقة من نهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى غمر مياه البحر من الخليج إلى جعل إمدادات المياه في المدينة غير صالحة للشرب، وألحقت أضراراً بالغة بآلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية. وقُتل العديد من الأشخاص في الأشهر الأخيرة، حيث فتحت الشرطة النيران على حشود كانوا يحتجون على تقصير الحكومة في مواجهة الأزمة.