بوابة الصحراء: عبد الكبير اخشيشن ما لم تستطع الجزائر تنفيذه في قمة بيكين بين القارة الإفريقية والتنين الصيني، عمدت لتجريبه مع اليابان. رئاسة الاتحاد الإفريقي المشخصة في موريتانيا وضعت نفسها في موقف حرج وهي تستسلم للعبة الجزائر، التي عمدت لاصطحاب عناصر من البوليساريو لفرضهم في أشغال الاجتماع الوزاري لمتابعة المؤتمر الدولي لطوكيو حول تنمية إفريقيا» (تيكاد)، ليكون الرد قاسيا«. وزير خارجية اليابان، يتسلم الكلمة في بداية الاجتماع ليوجه خطابا شديد اللهجة للبوليساريو ومن يدعمها. وخلال تدخله، أكد الوزير أنه رغم تواجد كيان في الاجتماع السالف الذكر، يعتبر نفسه دولة، فهذا لا يعني أن بلاده تعترف به، وقال وزير الخارجية الياباني حرفيا، «قبل أن أختم حديثي، أود أن أعلن أنه حتى لو تواجدت داخل هذه الغرفة، مجموعة تعلن عن نفسها كدولة، ولا تعترف بها اليابان، فإن هذا التواجد لا يعني وتحت أي ظرف، صراحة وضمنيا، أن اليابان تعترف بهذه المجموعة كدولة. يجب علي أن أوضح أيضا، أنه من غير المسموح وضع أي أسماء على المقاعد من غير اسم الاتحاد الإفريقي، المنظمة المشاركة في الاستضافة واليابان، كما لا يسمح بوضع أي علم داخل قاعة الجلسات العامة، إلا أعلام الاتحاد الإفريقي، المنظمة المشاركة في الاستضافة واليابان، وأي أحد يمكن أن يخرق أو يعطل هذه القواعد، عليه مغادرة هذه القاعة، شكرا جزيلا لكم وشكرا على مشاركتكم». وكانت سكرتيرة مؤتمر طوكيو لتنمية إفريقيا المعروف اختصارا ب "TICAD"، قررت تأجيل اجتماع كبار مسؤولي الدول الأعضاء بعد اعتراض الوفد المغربي مدعوما من وزير الخارجية الياباني على مشاركة وفد يمثل جمهورية البوليساريو، لكن أطرافا داخل الاتحاد الإفريقي ضغطت على اليابان من أجل قبول مشاركة ممثلي «البوليساريو» في جلسة هذا الصباح، وهو ما دفع وزير الخارجية الياباني للتعبير عن موقفه من أن اليابان لا تعترف بالبوليساريو، وإن حضرت داخل القاعة. عناصر البوليساريو دخلت للتراب الياباني بجوازات سفر جزائرية، وحصلت على بطاقات معتمدة لمفوضية الاتحاد الإفريقي من أجل المشاركة في اجتماع الدورة السابعة لقمة تيكاد حول التنمية في إفريقيا التي تنعقد في طوكيو ما بين 5 و7 أكتوبر الجاري. وبالرغم من المناورات التي قام بها الانفصاليون وحاضنتهم الجزائر، ظلت اليابان محافظة على موقفها الصارم، وعارضت أية مشاركة لكيان لا تعترف به، وهذا تماشيا مع الشرعية الدولية واحتراما للأسس التي أنشئت عليها قمة تيكاد منذ سنة 1993، وجرى تأجيل اجتماع كبار مسؤولي الدول الأعضاء لعدة مرات، بسبب رفض البلد المنظم اليابان تواجد ممثلين عن الجمهورية الصحراوية الوهمية، وعبر الوفد المغربي، بعدما لاحظ تواجد مرتزقة البوليساريو خلال الاجتماع الوزاري، عن أسفه لهذا الوضع وقرر الانسحاب من القاعة احتجاجا منه على الخروقات والانزلاقات التي تم تسجيلها خلال هذه الدورة. وفي سنة 2017، كانت اليابان قد رفضت أي حضور لممثل جبهة البوليساريو الانفصالية، وذلك خلال منتدى اقتصادي انطلق بالعاصمة الموزمبيقية مابوتو حول «تنمية إفريقيا» الذي تستضيفه الموزمبيق وتمول أنشطته اليابان، وذلك بسبب محاولة الموزمبيق السماح لوفد ممثل لجبهة البوليساريو الانفصالية الولوج لقاعة المنتدى، بصفته «ضيف شرف» للبلد المنظم، وهو ما رفضته جملة وتفصيلا اليابان. ورفضت اليابان دخول أعضاء البوليساريو للاجتماع، وهو ما واجهه أفراد البوليساريو بمحاولة اقتحام قاعة الاجتماع بالقوة مستفيدين من تواطؤ عناصر الأمن الموزمبيقية، وخوف اليابانيين من نسف أشغال الاجتماع، فيما استغل عدد من أفراد البوليساريو حالة التدافع أمام قاعة المنتدى، حيث تظاهر محمد سالم ولد السلك، القيادي بالجبهة بالسقوط أمام قاعة الاجتماع المتوقف، فيما تكلف الوفد المغربي بحراسة المدخل لمنع تسلل عناصر البوليساريو. وأمام ذلك الوضع هاجمت عناصر الامن الموزمبيقي أعضاء الوفد المغربي، كما عمدوا إلى منح أعضاء البوليساريو شارات دخول مزورة على أساس أنهم من وفد الموزمبيق، فيما استغل الوضع كل من وفدي الجزائر وجنوب إفريقيا لتنظيم وقفة احتجاجية من أجل منح البوليساريو حق حضور الاجتماع. وقررت اليابان التي يحظر الاجتماع وزير خارجيتها، أن ينطلق الاجتماع على أساس عدد من الشروط، وهي عدم السماح بمشاركة وفد البوليساريو، مع عدم الاعتراض بمشاركة أعضاء البوليساريو ما داموا سيلجون القاعة بصفتهم منتمين لوفد الموزمبيق، لأن اليابان لن تسمح بمنح مقاعد للمشاركين في المنتدى من دون الدول التي تعترف بها اليابان رسميا، مشددة بشكل علني على أن هذه المسطرة لن تتغير، ومؤكدة على أن جميع النسخ القادمة من هذا المنتدى ستعقد باليابان مستقبلا تفاديا لتكرار هذا المشكل.