أعلنت حركة طالبان الأفغانية وفاة جلال الدين حقّاني، زعيم شبكة حقّاني التي تقاتل قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وذلك بعد صراع طويل مع المرض. ويقود شبكة حقاني سراج الدين حقاني، وهو أيضاً نائب قائد طالبان. ونفذت شبكته عدة عمليات في قلب كابول وتعتبرها السلطات الأفغانية مسؤولة عن العديد من التفجيرات التي شهدتها البلاد منذ الاجتياح الأميركي. وتأسست الشبكة على يد جلال الدين حقاني القيادي الأفغاني الذي حارب الغزو السوفييتي لبلاده في ثمانينيات القرن الماضي بمساعدة الولاياتالمتحدة وباكستان. وكان قائد أركان الجيش الأميركي الأسبق مايك مولن اعتبر في شتنبر 2011 أن شبكة حقاني هي «الذراع العسكرية الحقيقية» لباكستان في أفغانستان، موجهاً أصابع الاتهام إلى أجهزة الاستخبارات الباكستانية التي تتمتع بنفوذ قوي. وتميّز جلال الدين حقاني بقدراته التنظيمية وشجاعته ما لفت انتباه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، وزاره آنذاك تشارلي ويلسون أحد أعضاء الكونغرس الأميركي. وأقام حقاني، الذي يتقن العربية، علاقات وثيقة مع جهاديين عرب من بينهم أسامة بن لادن الذي انتقل إلى أفغانستان خلال الحرب. كما شغل لاحقاً منصب وزير في نظام طالبان. وهناك شكوك بأنه عانى من المرض لعدة سنوات وتولى قيادة الشبكة نجله سراج الدين الذي يتولى أيضاً منصب قيادي بالوكالة في حركة طالبان الأفغانية. وتُعرف المجموعة بأنها غالباً ما تلجأ إلى انتحاريين وقد أدرجتها الولاياتالمتحدة على قائمتها للمجموعات الإرهابية. واتُّهمت المجموعة بالوقوف وراء تفجير شاحنة مفخخة أدى إلى سقوط 150 قتيلاً في قلب كابول في ماي الأخير، إلا أن سراج الدين حقاني نفى ذلك في تسجيل صوتي نادر. كما تحمّل السلطات الأفغانية الشبكة مسؤولية اغتيال شخصيات حكومية أفغانية كبيرة وخطف أجانب بهدف الحصول على فديات مالية. من بين هؤلاء الرهائن الكندي جوشوا بويل، الذي أفرج عنه الأسبوع الماضي مع زوجته الأميركية كيتلين كولمان وأبنائهما الثلاثة الذين وُلدوا في الأسر، وأيضاً العسكري الأميركي بوي بيرغدال الذي أطلق سراحه في 2014.