بوابة الصحراء: حكيم بلمداحي أثارت البرلمانية والقيادية في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حسناء أبو زيد، موضوعا أساسيا وهي تعتبر إبعاد جبهة البوليساريو عن الحوار حول الصحراء المغربية فيه خطورة كبيرة، معتبرة أن هذه الجبهة هي التي ستنفذ الحكم الذاتي.. كلام أبو زيد فيه من العموميات ما يجعله يتضمن مجموعة من المغالطات. أولى هذه المغالطات، عدم تحديد ما تعنيه بالبوليساريو. هل هي القيادة الحالية للجبهة، أم عموم سكان مخيمات تيندوف؟ إذا كانت أبو زيد تتحدث عن القيادة فهنا تكون قد سقطت في خلط خطير، لأن أمر هذه القيادة لم يعد يخفى على أحد اليوم، سواء في تيندوف، أو في الأقاليم الجنوبية، أو عند المنتظم الدولي. لماذا؟ لأنه بكل بساطة قيادة البوليساريو، ولا شك أن السيدة حسناء أبو زيد تعرف ذلك جيدا، لا تمثل كل سكان المخيمات، ولا تمثل كل الصحراويين. قيادة الجبهة، اليوم، معظم أعضائها لا تربطهم صلة بالأقاليم الجنوبية المغربية، وإنما هم إما جزائريون في الأصل، أو موريتانيون، أو غير ذلك. كما أن قادة البوليساريو هم مجرد موظفين عند حكام الجزائر يأتمرون بأمرهم، ولا يملكون قرارهم بأيديهم.. والواقع اليومي يكشف ذلك.. ثاني المغالطات تتمثل في إبعاد السيدة أبو زيد للمكون الوحدوي في الأقاليم الجنوبية، وهو مكون يشكل الأغلبية التي تشتغل منذ سنوات في نضال مستميت، من أجل تنمية الأقاليم الجنوبية، وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية لسكان هذه الأقاليم. ولا أستطيع أن أجزم أن أبو زيد لا تعرف هذا الأمر، وهي واحدة من هؤلاء الذين يشتغلون من أجل الأقاليم الجنوبية في انسجام مع مبدأ الوحدة الترابية المغربية، ومن أجل تحقيق العيش الكريم لأبناء الأقاليم الجنوبية. وانسجاما مع هذه النقطة، لابد من تذكير أبو زيد بالعديد من المواطنين في الأقاليم الجنوبية، الذين نجوا من بطش قادة البوليساريو، بعدما عاشوا سنوات جحيم من التعذيب المباشر على يد عناصر هي الآن في قيادة البوليساريو... ماذا ستقول أبو زيد لهؤلاء؟ عفا الله عما سلف، وجراحهم لن تشفى؟ من الأكيد أن سكان مخيمات تيندوف، ومنهم عدد كبير ممن أرغموا على الذهاب إلى هناك، هم مغاربة صحراويون، إخوان لنا، وأبناء عمومتنا، وجزء منا. لكن الفاعل السياسي في القضية اليوم هي الجزائر. وقد حان الوقت لجعل الجارة تفصح عما تريد لتترك المغرب بأبنائه يعيش في سلم وسلام... تبقى مسألة أساسية يجب التركيز عليها، وهي أن الأقاليم الجنوبية اليوم في حاجة لبلوغ السرعة القصوى في التنمية، لأن ما يجب التفكير فيه بجدية هو أن يجد سكان مخيمات تيندوف، بعد عودتهم، ما يستحقونه من يسر في وطنهم، بعد العذاب الأليم الذي عاشوه لسنوات في «غيتوهات» الثكنات العسكرية الجزائرية..