بعدما أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، عن امتعاضه إزاء الزيادة الحادة في عدد المهاجرين المحتجزين في ظروف مروعة في مراكز الاحتجاز في ليبيا، وعما يجري في تلك المخيمات من سلوكات لا إنسانية من اعتداءات وتحرش جنسي وعبودية، بدأت تحركات مدنية في العديد من البلدان تستنكر ما يجري في تلك المراكز... طبعا لابد للحملة أن تؤتي أكلها في القادم من الأيام خصوصا وأن القادة الأفارقة بدأوا يتململون من أجل التدخل في الموقف... ما يجري في مراكز الاحتجاز بليبيا يقع لمغاربة محتجزين في تيندوف جنوبالجزائر... الأخبار القادمة من هناك تفيد بأن حجم المأساة أعمق مما يمكن تصوره، وللأسف لا جهة تحرك ساكنا. من جهة هناك تمرد بدأ يتشكل على المستوى السياسي لمواجهة غطرسة قيادة البوليساريو، التي لا تملك قرارها بيدها بل هي أداة في يد جنرالات الجزائر... فقبل أيام تم الإعلان عن تنظيم انشق عن قيادة البوليساريو أطلق عليه أصحابه اسم «المبادرة الصحراوية من أجل التغيير». المبادرة الجديدة، والمشكلة من قادة سابقين ومثقفين، أعلنت بشكل صريح وعلني أن قيادة البوليساريو لم تعد تمثلها. «المبادرة الصحراوية من أجل التغيير» تنضاف إلى «شباب التغيير»، هذا التنظيم الذي ظهر في السنوات الأخيرة رافعا شعار «إرحل» في وجه قيادة البوليساريو من الراحل محمد عبد العزيز إلى خلفه ابراهيم غالي... إضافة إلى التنظيمين المذكورين هناك حراكات متنوعة تنشط على مستوى شبكات التواصل الإجتماعي، وكلها تسير في اتجاه هدف واحد هو إسقاط قيادة البوليساريو التي ظهر جليا أنها كانت تروج للناس الوهم في وقت تسير فيه الأقاليم الجنوبية بخطوات جريئة نحو التنمية في كل المجالات... وإلى جانب كل هذا تعيش ما تسمى ب«شبيبة البوليساريو» غليانا بعدما خرج أمينها العام السابق موسى سلمى للعلن معبرا عن امتعاضه مما يجري في المخيمات من فساد واستغلال للمحتجزين... أمام رفض التنظيمات والأشخاص لقيادة البوليساريو، لم تقف هذه الأخيرة مكتوفة الأيدي، بل تواجه الرافضين بكل أشكال الترهيب والاعتقال والتخوين. قبل أيام تم اعتقال شبان عبروا عن فرحتهم بانتصار المنتخب الوطني على نظيره الإفواري وتأهله لكأس العالم. جاء هذا الاعتقال بعدما تعرض الضحايا للسب والضرب من قبل الموالين لجبهة البوليساريو... الأوضاع اليوم في مخيمات تيندوف خطيرة جدا حيث تعيش قيادة البوليساريو في بحبوحة عيش في حين يعاني المحتجزون كل صنوف التعاسة والقهر... وخير دليل على ذلك ما يرويه الناس عن حكاية مواطن حمله قيادي معه في سيارته، وكان الجو حارا، فقال المواطن للقيادي إن الحر شديد، فأجابه القيادي بالنسبة لنا لا يوجد حر. وطبعا هو عبر عما يشعر به لأنه في سيارة بتكييف ويملك إقامة كلها مكيفة... المحتجزون يعيشون صنوف القهر والعنصرية والعبودية والاستغلال، في حين القادة يتاجرون في المعونات الإنسانية ويغتنون من التهريب وتجارة المخدرات والأسلحة وغيرها... إن الوضع خطير جدا والحكومة المغربية وتنظيمات المجتمع المدني يجب أن تتحمل مسؤوليتها. وتحسيس المنتظم الدولي واجب، بل ضروري بإلحاح، فلم يعد هناك مجال للصمت...