بعفوية نساء أحسسن بالقهر والظلم والتجويع والاعتقال القسري، رفعت نساء صحراويات محتجزات بمخيمات تيندوف لافتات تطالب برحيل قيادة هذه المخيمات، جابت هذه المسيرة التي نظمتها تنسيقيات مكونة من أطياف مختلفة من نساء معتقلات قسريا بمخيمات لحمادة بتيندوف، أزقة المخيمات بحناجر تطالب بإطلاق سراحهن ورحيل من يستأسدون على رؤوسهن. انتقل الحراك من شباب الثورة والسياسيين الكبار الذين خبروا دواليب السياسة واستشفوا خبايا الأمور المطالبين برحيل قادة البوليساريو، ولم يبق حصرا على هؤلاء بل انتقل إلى النساء المعتقلات قسرا بهذه الرقعة الجغرافية إحساسهن بالظلم والجور والاستبداد وباستعمالهن مطية لتحقيق أغراض شخصية والبيع والشراء في معاناتهن. اتسعت قاعدة المطالبين برحيل قادة البوليساريو وأصبحت تتسع يوما عن يوم وتتغير كما وكيفا، فقد تزايدت أعداد الرافعين لشعار الرحيل لمحمد عبد العزيز ورفاق دربه، وتنوعت أساليب وأنواع وطرق رفع الشعار، حتى أصبحت مخيمات تيندوف تتوق لرحيل قريب ولمعانقة الحرية، هذه الزعامة المفروضة جثمت على قلوب الصحراويين لأكثر من 38 عاما عاشت النساء المعتقلات، سنوات عجاف أتت على الأخضر واليابس وقوضت أحلام الصحراويين برغبتهم في معانقة وطنهم الأم في يوم يجمع شتاتهم ويلملم جراحهم ويطوي صفحات معاناتهم في اللجوء القسري. بعد فرار قيادات وشخصيات وازنة من المخيمات جاء الدور هذه المرة للمرأة الصحراوية مطالبة بمعانقة الحرية بأرض الوطن، ولم تعد المطالب المتعالية بمخيمات تيندوف الداعية إلى رحيل محمد عبد العزيز وقيادة البوليساريو حصرا على فئة معينة. وطالبت المرأة المحتجزة بمخيمات تيندوف عبر بيان لتنسيقية النساء الصحراويات المحتجزات بتيندوف، توصلت الجريدة بنسخة منه، بضمان كرامة المرأة الصحراوية كجزء لا يتجزأ من المجتمع الصحراوي الذي عانى حسب بيان لتنسيقية المرأة الصحراوية من ظلم واستبداد خلّف سخطا شعبيا بين الصحراويين وصل حدا لم يعد يمكن السكوت عنه، وأمام كل المآسي والويلات التي قاساها الصحراويون بمخيمات اللاجئين ورغم كل التضحيات والتنازلات لم تستطع قيادة البوليساريو أن تكسب قلوب اللاجئين الصحراويين الذين تفرقوا عنها هربا من سياستها ليزدادوا شتاتا على شتات.