مثل يوم أمس الاثنين أربعة شبان في حالة اعتقال، بعد توقيفهم من طرف الضابطة القضائية بمنطقة أمن أنفا، إثر الأحداث "غير الرياضية" التي أعقبت مباراة الديربي البيضاوي، الذي جمع بين فريقي الوداد والرجاء، وآلت نتيجته للفريق الأخضر البيضاوي. فبعد زوال أمس الاثنين شرع القاضي "مصطفى بلميرة"، الذي اعتاد على النظر في مثل هذه القضايا الجنحية المرتبطة بالشغب الذي يتلو المباريات التي يحتضنها المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، خاصة ملف ما يعرف بملف شغب الجمهور المحسوب على الرجاء البيضاوي، الذي أداره باقتدار كبير شهدت عليه العشرات من التقارير الإعلامية، حيث تم تأخير الملف إلى غاية الأسبوع المقبل ويتابع في الملف أربعة أشخاص في حالة اعتقال، في الوقت الذي كانت فيه النيابة العامة قد متعت أربعة متهمين آخرين بالسراح. ويتضمن صك المتابعة تهم: "المساهمة في أعمال عنف بمناسبة مباراة ارتكب خلالها عنف، والمساهمة في أعمال عنف بمناسبة مباراة وقع خلالها إلحاق أضرار بمنقولات مملوكة للغير، وإهانة قوات عمومية أثناء قيامهم بمهامهم والعنف في حقهم، وتعييب شيء مخصص للمنفعة العامة". ومثل المتهمون الموجودون في حالة اعتقال احتياطي، المودوعون بالسجن المحلي (عكاشة)، في الوقت الذي تخلف فيه عن الحضور بعض المتهمين المتابعين في حالة سراح. وعرفت الجلسة تقديم المحامي "عبد الحق شرفي" مرافعة لإلتماس الإفراج المؤقت لأحد المتهمين الذي يؤازره في هذا الملف، مستندا إلى المادة الأولى من قانون المسطرة الجنائية، معتبرا أن الاعتقال الاحتياطي يمس بالحرية، مؤكدا الضمانات التي يتوفر عليها المتهم لحضور أطوار محاكمته. ممثل النيابة العامة الذي رفض ملتمس السراح، استند إلى خطورة الأفعال المنسوبة للمتهمين المتابعين في حالة اعتقال، مشيرا إلى أن محاضر الضابطة القضائية لأمن أنفا عددت الخسائر التي تسببت فيها أعمال الشغب المنسوبة إلى المتهمين ، مؤكدا أن 15 سيارة مملوكة للغير تم تكسيرها، وأن 6 سيارات للشرطة كانت بدورها عرضة للكسر الذي لم تسلمه منه كذلك حافلات النقل العمومي، مشيرا إلى أن عنصرا من الشرطة مصاب على مستوى العين جراء عملية التراشق بالحجارة التي نشبث بين جمهور الفريقين، وهي الإصابة التي قال ممثل الحق العام إن ضحيتها مازال لم يعرف حقيقة تلك الإصابة. كما تحدث وكيل الملك عن الفوضى التي أحدثها المتورطون في الشغب عندما أكد أن الأمن والطمأنينة غابا في محيط المركب الرياضي محمد الخامس عقب أحداث الديربي، ما جعل السكان المجاورون للملعب يفكرون بشكل جدي في مغادرة مساكنهم وعرضها للبيع، نظرا للمشاكل التي يعانونها والفزع والهلع الذي يعيشونه كلما حل موعد الديربي، حيث خلص وكيل الملك إلى معارضة طلب الإفراج المؤقت.