مسلسل شد الحبل بين الجمعية المغربية للربابنة والخطوط الملكية المغربية يدخل منعطفا جديدا ويلوح بأزمة جديدة بين الطرفين ستكون لها انعكاسات وخيمة على الناقل الوطني. فقد قرر ربابنة الخطوط الملكية المغربية، منذ فترة، الدخول في شبه «إضراب مفتوح عن العمل» من خلال تقديم شهادات طبية متعددة، ومن خلال التخلي عن لائحة الاحتياطيين الذين يعوضون الربابنة المتغيبين إلى حين تحقيق مطالبهم والمتمثلة في مراجعة أجورهم والرفع منها تنفيذا للاتفاق الذي تم بين الطرفين خلال الأشهر الماضية. وحسب رسالة سابقة وجهها الربابنة إلى إدارة الموارد البشرية بالخطوط الملكية حول موضوع الحوار الاجتماعي وإعادة النظر في الأجور وتسهيلات التنقل، والتي تتوفر «الأحداث المغربية» على نسخة منها، فإن الربابنة يؤاخذون الشركة بعدم تضمين الرد المقترح من قبل لارام، حسب الرسالة، الأقساط المتعلقة بالفترة السنوية (2021 /2023) كما تم تقديمها خلال آخر اجتماع بينهما في 22 يناير الماضي. كما أشارت الرسالة إلى أن الربابنة مازالوا ينتظرون العناصر المتعلقة بالملفات التي تم تداولها مع مسؤولي لارام ويطالبون بتحديد تاريخ دفع المكافأة السنوية. من جهته، اعتبر مصدر من الخطوط الملكية المغربية أن إضراب الربابنة غير ذي جدوى ويأتي في سياق غير بريء، يحاول من خلاله الربابنة لي ذراع الناقل الجوي الذي يستعد خلال الفترة المقبلة لعدة استحقاقات ستكون فيها صورة البلد على المحك في حال تواصل انقطاع الطيارين هن عملهم وامتناعهم عن التحليق. وقال المصدر إن إدارة الخطوط فتحت حوارا جادا مع الجمعية المغربية للربابنة من أجل الاستجابة لبعض من مطالبهم وذلك في حدود الممكن. وأوضح المصدر أن الجمعية، وضدا على كل ما تم الاتفاق عليه تطالب برفع أجور الربابنة عبر زيادات خرافية مقارنة مع سوق العمل في المغرب، تصل إلى 30 ألف درهم لكل قائد و15 ألف درهم لكل ربان، وهو الأمر الذي يعتبر حسب الإدارة مبالغا فيه وغير منطقي، لا يساير خطة الخطوط الملكية المغربية التي تسعى إلى تحسين خدماتها وتعزيز أسطولها وفتح رحلات جوية جديدة نحو وجهات عالمية. ويبقي هذا الإضراب أسطول طائرات الخطوط الملكية المغربية جاثما على مدرج المطارات، ما يؤثر سلبا على مصالح الناقل الجوي ويتسبب له في خسائر مادية يومية بملايين الدراهم سيطلب الأمر وقتا طويلا لتعويضها. كما أن هذا الإضراب يعرقل ويعطل مصالح زبناء الشركة مغاربة وأجانب ذنبهم أنهم اختاروا التنقل عبر طائرات لارام. «الأحداث المغربية» حاولت الاتصال برئيس الجمعية للربابنة لأخذ وجهة نظر الجمعية في الأزمة التي نشبت بينها وبين الخطوط الملكية المغربية، لكن هاتف أمين المكنسي ظل يرن دون أن يرد. مصادر الجريدة ربطت شد الحبل من جانب الربابنة والطيارين وضغطهما على إدارة الخطوط الملكية بالتهديد الذي يشهره الربابنة في وجه مشغلهم بتغيير الأجواء والانتقال إلى تجارب أخرى مع شركات طيران عالمية ترغب في الاستفادة من خدمات الربابنة المغاربة. هذا الأمر تؤكده العروض المغرية التي تم إطلاقها من قبل هذه الشركات لاستقطاب وتشغيل طيارين أجانب خلال السنوات المقبلة.