لم يمهله القدر ليبلغ شهر شتنبر المقبل، فخلاله كان يمني النفس بعيش الفرحة الكبرى ودخول القفص الذهبي، وفتح بيت وتكوين أسرة.. لكن فرحته لم تتم، هو الذي فَجَعَ رحيله أسرته الصغيرة وجميع أصدقائه ومعارفه بسيدي رحال.. ففي حشد كبير من الأصدقاء والأهل والجيران من سكان بلدية سيدي رحال الشاطئ ، تم ظهر أمس الجمعة تشييع جنازة عامل الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بسيدي رحال الشاطئ ، الذي ابتلعته بالوعة للصرف الصحي أثناء القيام بعمله. وفي ظهر الخميس الماضي، 17 غشت الحالي، لفظ الشاب "أحمد العقيلي"، الذي تجاوز العقد الثالث من عمره ببعض السنوات، حتفه بسيدي رحال الشاطئ، فيما نقل شخص آخر في حالة صحية حرجة إلى المستشفى من أجل تلقي العلاجات الضرورية، إثر سقوطهما في بالوعة للصرف الصحي على مقربة من الشاطئ القريب من مركز الدرك الملكي. كان "حسن العقيلي"، والد الضحية ينتظر أن يزف فلذة كبده إلى عروسه، ليفرح به ويهنأ لاستقرار.. لكن مساء الخميس الماضي وجد نفسه يقف وسط الخيمة التي تم نصبها على مقربة من منزل الأسرة يتلقى تعازي الأصدقاء والجيران.. منهارا لا تقوى قدماه على حمله، هو الذي لم يكن يتوقع سيناريو الفاجعة التي اختطفت ولده في عز الشباب.. أما "سعيد العقيلي"، عم الضحية أحمد، فإنه لم يقو على تحمل الفاجعة، حيث فقد وعيه وحُمِل قبل انتشال ابن أخيه من قعر البالوعة إلى المستشفى. وحسب ما أفادت به مصادر مطلعة فإن الضحيتين، وهما "أحمد العقيلي" الذي كان يقطن رفقة أسرته بحي التنمية، المسمى في السابق "دوار أولجيني"، الذي لفظ أنفاسه بسقوطه في بالوعة الصرف الصحي وشخص آخر يكبره سنا، يعملان معا لصالح الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء التي يوجد مقرها بحد السوالم، حيث كانا يشرفان على مهام تنقية البالوعات الموجودة قرب الإقامات السكنية القريبة من مركز الدرك الملكي سيدي رحال الشاطئ. لكن يظهر - حسب ما أفادت به مصادر الجريدة - أن العامل الأكبر سنا زلت قدماه ليسقط داخل بالوعة الصرف الصحي، فيما حاول الضحية "أحمد" انتشاله ليلحق به في القعر. وقد تمكن أحمد من حمل رفيقه في العمل آلى أن بلغ به السطح قبل أن تنزلق قدماه ويعود إلى القعر، قبل أن تعمل عناصر الوقاية المدنية على انتشالهما، حيث لفظ أحمد أنفاسه الأخيرة، فيما استدعت حالة الثاني إيفاده إلى مستعجلات المستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء لخطورة حالته، بعد أن تم نقله في بادئ الأمر إلى مستعجلات مستشفى الأمير مولاي الحسن بدار بوعزة. لكن التدخل الطبي مكن من تجاوزه حالة الخطر. وقد عزا العديد ممن اتصلت بهم الجريدة هذا الحادث إلى الأوضاع التي يشتغل فيها عمال الوكالة، وغياب الظروف الملائمة والوسائل اللوجيستية للعمل، رغم خطورة المهام والأعمال الموكولة لهم. كما أن الضحية أحمد العقيلي قد عمل سنوات مع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بسيدي رحال الشاطئ دون إن يحظى بالترسيم، حيث ظل "مؤقتا"، ليلفظ أنفاسه في حادثة شغل غريقا...