شاع خبر غرق تلميذين بسرعة فائقة، خبر حزين وموجع في نفس الوقت، لم يصدق التلاميذ ولا الطاقم الإداري و لا الأساتذة ولا الأهالي ، أن طارق وأحمد قد غادرا هذه الدنيا دون رجعة. فاجعة تلك الحادثة بكل المقاييس، جعلت العديد من ساكنة سيدي بنور يتجهون نحو الساقية الرئيسية المتواجدة بالقرب من معمل «القادوس» على بعد كيلومترين تقريبا من سيدي بنور في اتجاه مدينة الجديدة لمتابعة عملية انتشال جثتي الضحيتين من وسط المياه، امتلأت الطريق ذاك المساء بالراجلين و أصحاب الدراجات والسيارات، الكل يتحدث عن الحادث، الكل حزين، الكل غاضب . في كل عام يغرق العديد من الشبان عندما ترتفع درجة الحرارة، لا سيما في المناطق التي توجد بها السواقي الرئيسية، حيث يلجأ إليها الشباب هروبا من حر الشمس في ظل غياب مسابح بالمدينة. وللغرق في تلك القنوات أسباب كثيرة يمكن للجهات المختصة «إن حاولت» تلافي نتائجها واستباق حدوثها، لكن يبدو أن تلك الجهات لا تقرأ، أو بالحدود الدنيا، لا تحب قراءة مثل هذه الأخبار، وطقوس الغرق لمن يود الاطلاع عليها بسيطة، تبدأ بجهل الضحايا بالسباحة، وتقدير عمق وخطورة تلك السواقي، وتنتهي بإهمال وزارة الفلاحة لقنواتها ومجاريها، التي تشكل «أفخاخا» للأطفال والشبان(السباحين) يسهل الغوص فيها ويستحيل الخروج منها؛ فجوانبها زلقة، وقعرها مليء بالطحالب التي تلتف على الشخص وتسحبه نحو مصيره المحتوم. وبالتأكيد نحن لا ننتظر من وزارة الفلاحة تنظيف قعر قنوات الري من الطحالب، كما قد يفهم البعض، ولا نطالب بوجود دوريات حراسة تمنع الناس على طول السواقي من السباحة، إلا أننا نرجو منها ( كما كل سنة ) تركيب حواجز أو أسلاك على أطراف أقنية الري العميقة التي تسجل الغريق تلو الغريق، وضحايا قد لا يكونون من هواة السباحة، كما حدث العام الماضي على مستوى الساقية الرئيسية بكل من أربعاء العونات، و بني هلال، وأولاد عمران، حيث عرفت سقوط سيارات بها. فهل تقرأ وزارة الفلاحة وغيرها من الوزارات هذه السطور أم تبقى غارقة في طقوس وتقاليد متجاوزة إلى نهاية موسم الغرق؟ ويستمر «زلزال» الغرق يحصد أرواح أطفال وشباب و تلاميذ نجباء لا ذنب لهم، كما وقع خلال شهر يونيو من سنة 2008، حيث توفي التلميذ ( عادل. م) غرقا بالساقية الرئيسية المتواجدة على مستوى الطريق المؤدية إلى حد العونات، وذلك بعد أن اجتاز امتحانات الباكالوريا بيوم واحد تاركا آلاما وحزنا في نفوس أهله وزملائه وأساتذته بالثانوية التأهيلية الإمام الغزالي، ليتكرر نفس الحدث هذه السنة مع كل من التلميذين طارق و أحمد . العوم في السواقي: رحلة الحزن و الأسى عرفت مدينة سيدي بنور يوم السبت الماضي حرارة مفرطة، شأنها في ذلك شأن باقي المدن المغربية، أدت بالعديد من الأطفال والشباب إلى التوجه إلى أماكن قد يجدون فيها ما يلبي مطالبهم في الاستجمام و الاستحمام، أماكن يمارسون فيها هوايتهم و تخفف عنهم من حرارة الشمس الحارقة كمتنفس لهم في ظل غياب مسابح بالمدينة، لذلك تجدهم على جنبات الطريق، فرادى و جماعات، قاصدين السواقي الرئيسية، غير مبالين بمخاطر العوم هناك، و ما قد يصيبهم من أضرار صحية قد تكلفهم أرواحهم، لا شيء في أذهانهم سوى العوم في السواقي بأي ثمن. أحمد الجماني وطارق النخوي رفقة ثلاثة من زملائهما في الدراسة كانوا مثل هؤلاء، في لحظة من حياتهم جعلتهم حرارة الجو يفكرون في العوم في الساقية قصد التخفيف من ضغط الحرارة وقضاء وقت ممتع رفقة الزملاء، أدوا صلاة العصر جماعة و بعدها قصدوا الساقية يحكي أحد زملائه الذين عايشوا الحادث ،أن المكان كان يعرف حركة ونشاطا كثيفين لهواة السباحة بالسواقي، نزع طارق ملابسه وارتمى وسط مياه الساقية دون أن يدري أنه ارتمى وسط عالم آخر من حياته يواجه فيه الصعاب ويصارع الموت، كانت مراحل العوم الأولى بردا وسلاما عليه وعلى باقي زملائه، أمام أعين الجميع كان يسبح أو إذا صح التعبير، يحاول السباحة وإظهار إتقانه لها، لم يمض من الوقت الشيء الكثير الذي قضاه طارق في العوم لتتغير حركاته حيث بدأ يختفي تحت الماء بين الفينة و الأخرى سرعان ما فطن أحمد الجماني كون صديقه يواجه الغرق، لتتحول مع ذلك الفرحة بالاستجمام إلى خوف من الغرق، لاحظ الجميع أن شيئا غير عادٍ يحدث لطارق في الساقية، وبدون شعور قفز أحمد الجماني و سط مياه الساقية بملابسه في محاولة منه لإنقاذ زميله من الغرق حيث أمسكه بين ذراعيه قصد رفعه إلى السطح لاستنشاق الهواء ، دافعا به نحو جنبات الساقية التي كان رفيق آخر يمد يده آملا في الإمساك به وإنهاء حالة الفزع التي سيطرت على نفوس الجميع. وبينما كانت المياه تتطاير نتيجة شدة المقاومة من طرف الصديقين، خيم هدوء مريب وتوقفت حركة العوم ليختفي التلميذان عن الأنظار يصارعان الموت تحت الماء إلى أن لفظا نفسيهما الأخيرة غرقا هناك. الخبر الفاجعة لم يعد يظهر أثر لأحمد و طارق ، لذلك تسارعت دقات قلوب الاصدقاء الثلاثة، ولم يعد يدري أحد بماذا ابتلي و ماذا يفعل ؟ فكان السبيل الوحيد هو الإخبار بما وقع وبأقصى سرعة ممكنة، لذلك توجهوا وهم يسابقون الزمن إلى المؤسسة التي يتابعون فيها دراستهم ليتم إخبار رئيسة المؤسسة التي قامت على الفور بربط الاتصال بمركز الدرك الملكي بسيدي بنور وأبلغت بما رواه لها التلاميذ مطالبة بالتدخل الفوري ، كما تم إخبار عناصر الوقاية المدنية بمكان الحادث. ذاع الخبر في أوساط ساكنة سيدي بنور والقرى المجاورة، لتصبح الساقية الرئيسية قبلة للعديد من المواطنات والمواطنين، على إثر ذلك انتقلت ومرافقي بوشعيب الحرشاني على متن سيارته صوب مكان الحادث وقد خيم الظلام على المكان، هناك وجدنا أحد عناصر الوقاية المدنية يقوم بإنارة المكان بواسطة مسلاط ضوئي بينما انطلقت العناصر الأخرى في البحث عن الجثتين، تمكنوا في لحظة من الزمن من العثور عليهما بعدما علقا في الحبل المجهز بما يشبه صنارات حديدية من الحجم الكبير حينها كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا تقريبا. كان المنظر مؤلما جدا، الجثتان متعانقتان وكأنهما قررا أن لا يفترقا حتى بدون روح، أحمد بملابسه جثة هامدة و قد علق به طارق الذي كان عاريا إلا من سروال كان يرتديه، حاول عناصر الوقاية المدنية جر الجثتين خارج المياه، فكان أن سقطت جثة طارق من جديد في الماء لتختفي عن الأنظار. جثة تحت الماء وأخرى بمستودع الأموات تمكنت عناصر الوقاية المدنية من انتشال جثة أحمد الجماني وتم إيداعها بمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي سيدي بنور، بينما انطلق البحث من جديد عن الجثة الثانية ، حيث عجزت عناصر الوقاية المدنية عن تحديد مكانها وبالتالي العثور عليها، لا لشيء سوى لقلة التجهيزات والإمكانيات الضرورية و اللوجيستيكية الخاصة بالغطس والعوم ، حيث استمرت في استعمال ذلك الحبل في البحث دون جدوى حتى حدود منتصف الليل تقريبا ليغادروا المكان تاركين الجثة لتبيت الليل تحت الماء وأسرة الضحية في حالة جد مؤلمة و مؤثرة. الجريدة التقت بالأستاذة فوزية فليفلة مديرة المؤسسة هناك، التي أعربت عن أسفها العميق لتأخر عناصر الوقاية المدنية « أخبرنا الدرك الملكي في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء تقريبا ، كما تم إخبار الوقاية المدنية من طرف الدرك الملكي ، ونظرا لغياب التركيز فقد اخطأ عناصر الوقاية المدنية الطريق وبالتالي مكان الحادث حيث لم يصلوا حتى الساعة السادسة مساء وخمس وأربعين دقيقة ... ». و تضيف الأستاذة وهي تذرف دموع الحزن و الأسى على التلميذين « لقد عانينا و اسر الضحايا طول انتظار وصول عناصر الوقاية المدنية خصوصا و أن الحادث شكل لنا صدمة قوية لم نكن نتوقعها باعتبار الأخلاق و السلوك الطيب اللذين يمتاز بهما الضحيتان من جهة و قرب مكان وقوع الحادث من مدينة سيدي بنور من جهة ثانية ، و ها نحن الآن سنغادر المكان و جثة التلميذ طارق مازالت تحت الماء ؟ ...» تحدثت لنا الأستاذة فوزية و الكلمات تتقاطع في حنجرتها بسبب البكاء و عدم تصديق ما حدث. ازداد الضحية أحمد الجماني بتاريخ 6 نونبر1992 من والده محمد بن لحسن و والدته فاطنة بنت محمد يقطن بالشمامات بدوار الشلوحة التابع لقيادة بوحمام جماعة لعطاطرة ، تابع دراسته الابتدائية بمجموعة مدارس بوحمام لينتقل بعدها إلى مدينة سيدي بنور قصد مواصلة الدراسة بالسلك الإعدادي ، ثم الثانوية التأهيلية الإمام الغزالي حيث يدرس بمستوى الباكالوريا فيزياء، يعد ثالث إخوته الذكور آخر نقطة حصل عليها الضحية قيد حياته هي 19، 5/20 . الضحية طارق النخوي من مواليد سنة 1995 من أبيه الحسن بن محمد و والدته أمينة بنت ميلود له خمسة إخوة يعد هو أكبرهم سنا ( البكر ) تابع تعليمه الابتدائي و الإعدادي بمدينة الزمامرة بعدها انتقل لمواصلة مشواره الدراسي بالثانوية التأهيلية الإمام الغزالي مستواه الدراسي أولى علوم تكنولوجية الكهرباء يعد من بين التلاميذ الأوائل في التحصيل الدراسي . أسرة طارق تتلقى العزاء في الخلاء إذا كانت عائلة احمد الجماني قد غادرت مكان وقوع الحادث لتبيت الليل بجوار المستشفى الإقليمي بسيدي بنور ، فإن عائلة طارق النخوي قد باتت الليل كله بجوار الساقية في الخلاء ، تندب حظها و تعاستها في فقدان فلذة كبدها ، كان نواح خالة طارق يملأ الفضاء : الله ياربي واش امشيو و خليو ولدي تحت الماء، الله ياربي واش هذا المنكر، علاش ما جبدوش ولدي علاش ؟ ..» كلمات الحرقة من جهة وعدم انتشال جثة الضحية من جهة ثانية، أم طارق وأبوه و إخوته وعدد من عائلته جاؤوا من مدينة الزمامرة التي تبعد عن مكان الحادث بما يقارب 30 كيلومترا ليبيتوا الليل يتلقون التعازي من طرف المعارف و غيرهم بالقرب من الساقية في خلاء يطغى عليه الظلام . حاولنا استفسار أحد عناصر الدرك الملكي عن سبب مغادرة عناصر الوقاية المدنية فكان رده أن القانون يمنعهم من السباحة ليلا حسب قولهم، بالإضافة إلى غياب قنينات الغطس و مكلفين بذلك ، اتجهنا صوب ثكنة الوقاية المدنية لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء توقف عملية البحث عن الجثة الثانية، فكان أن استقبلنا احد العناصر بها ، وبعد اطلاعه على فحوى زيارتنا اعتذر عن الجواب باعتبار الأمر من اختصاص المسؤول عن الثكنة الذي كان حينها غائبا ضاربا لنا موعدا لملاقاته في اليوم الموالي . قال لي مرافقي أن عناصر الوقاية المدنية تكون دائما على أهبة الاستعداد 24 ساعة على 24 ساعة ، ومهمتهم هي التدخل لانقاذ أرواح الناس و ليس هناك ما يمنعهم من ذلك ، تأملت كثيرا فيما قاله لي مرافقي لأن تدخلات عناصر الوقاية المدنية واسعة النطاق فهي لا تقتصر على إطفاء الحرائق و إسعاف الجرحى، بل إن من مهامها الرئيسية أن تتدخل في جميع ما قد يمس بسلامة المواطن ( فيضانات _ حوادث _ كوارث _ غرق ...) لذلك ظلت قضية ترك الجثة تبيت الليل تحت الماء تحيرني. عدت ومرافقي تلك الليلة لمواصلة مهمتي لأجد أسرة طارق تكابد في الظلام حزنها و معاناتها حيث باتوا الليل في العراء بدون أغطية و لا أكل و لا شراب ، نقيق الضفادع و خرير المياه يقاطعان بين الفينة و الأخرى عويل النساء بينما كانت أمه تنادي « طارق ، طارق أين أنت ياولدي ، رد على أمك ياولدي ... » صوت قلب الأم المجروح كان أقوى و أشد تأثيرا ، كانت تنادي و تنتظر المعجزة لعلها ترى طارق أو يخرج من الساقية ليقول لها لقد سمعتك أمي كما يخيل لها . ليلة لا يمكن نسيانها في ظل غياب مراعاة شعور الأسرة من طرف عناصر الوقاية المدنية الذين كلما رن هاتفهم إلا و أسمعوك تلك الجملة غير المفيدة « آلو الوقاية المدنية في خدمتكم ...» ! العثور على جثة طارق مرت الساعات و الدقائق على عائلة النخوي تلك الليلة وكأنها شهور، ان لم نقل سنوات في انتظار طلوع شمس صباح اليوم الموالي و العثور على جثة طارق الذي لم تصدق أنه فعلا قد فارق الحياة غرقا بهذا المكان الموحش . كانت الساعة تشير تقريبا إلى الثامنة و النصف صباحا حين حلت عناصر الوقاية المدنية على متن شاحنة بالمكان قصد استئناف عملية البحث مستعملة نفس الحبل الحامل لما يشبه صنارات حديدية من الحجم الكبير ، كان كل عنصرين يمسكان بطرف منه ثم يرميان به إلى قعر الساقية فيجرانه ذهابا ثم إيابا على أساس أن تعلق به الجثة ، ظل البحث مستمرا لأزيد من ثلاث ساعات دون جدوى ، وفي الوقت الذي فقدوا فيه كل الآمال معلنين بذلك عن فشلهم ، تدخل مواطن عادي و أمسك بالحبل ثم أرخى به ليستقر بقعر الساقية رغم الانتقادات الموجهة إليه من طرف احد عناصر الوقاية المدنية ، وما أن أمر بجر الحبل حتى صعدت معه جثة طارق ليرتمي عليها بملابسه و بدون شعور مواطن آخر قبل أن يلتحق به عنصر من الوقاية المدنية قصد الإمساك بها و إخراجها من الماء ، حينها تعالت أصوات المواطنات و المواطنين مكبرة « الله أكبر ، الله أكبر ...إنا لله و إنا إليه راجعون » بينما ازداد عويل أم الضحية و تعانق الأهل فيما بينهم في صورة مؤلمة كل يحاول تخفيف آلام الآخر، كل العيون كانت تدمع لذلك المشهد الرهيب. وضعت الجثة أخيرا على الأرض حوالي الساعة الحادية عشرة و اثنين و أربعين دقيقة ، قام أفراد الدرك الملكي بأخذ صور احترازية للجثة قبل أن يتم نقلها إلى مركز الدرك الملكي قصد إتمام الإجراءات في المرحلة الأولى ثم إلى المستشفى الإقليمي بسيدي بنور ، وبتعليمات من النيابة العامة تم نقل الجثتين إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة لأجل إخضاعهما لعملية التشريح الطبي للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء الوفاة قبل أن تسلما إلى ذويهما قصد القيام بمراسم الدفن . رفقة التلاميذ في رحلة المواساة كان الخبر قد نزل كالصاعقة على الطاقم الإداري للمؤسسة، نفس الشيء بالنسبة للتلميذات و التلاميذ الذين تلقوا الخبر صبيحة يوم الاثنين، ولرصد وقع الحادث عليهم، زارت الجريدة المؤسسة صباح يوم الاثنين حيث تمت قراءة الفاتحة ترحما على روحي الفقيدين من طرف الجميع قبل أن يتوجهوا نحو خمس حافلات ستقوم بنقل التلاميذ إلى كل من مدينة الزمامرة ودوار الشلوحة بجماعة العطاطرة قصد تقديم التعازي لأسر الضحيتين . انطلقت الحافلات في حدود الساعة التاسعة صباحا لتصل إلى مدينة الزمامرة بعد نصف ساعة من الطريق، هناك توجه الجميع نحو منزل النخوي طارق حيث نصبت خيمة تتلقى فيها الأسرة التعازي، وبمجرد ما إن ولج التلاميذ الخيمة حتى اهتز المكان من جديد بالبكاء وتعانقت الأم مع التلميذات والتلاميذ، أب الضحية السيد لحسن وهو بالمناسبة رجل تعليم، مؤمن بقضاء الله وقدره، وحسب بعض الأشخاص فقد نجا هو الآخر من الغرق بنفس المكان في إحدى السنوات . قام رفقة التلاميذ بزيارة ترحم لقبر ابنه الذي دفن بالمقبرة المتواجدة بدوار العثامنة البعيدة عن المدار الحضري بحوالي كيلومتر واحد، بعدها توجه الجميع إلى دوار الشمامات عند عائلة أحمد الجماني، حيث استقبلنا أب الضحية الذي كانت عيناه حمراوين من شدة البكاء كما كان يظهر عليه المرض و العياء، قليل الكلام لكنه يحمل الشيء الكثير بداخله حيث علامات التأثر بالحادث بادية على ملامحه، نفس الشيء بالنسبة لزوجته التي أنهكها العياء و شدة البكاء، بطلب منه أخذنا معه صورا تذكارية قبل أن نشد الرحال عائدين إلى الثانوية التأهيلية الإمام الغزالي بسيدي بنور.