جرائم البوليساريو يرويها ناجون تفوق التصور.. تنكيل بشع من جرائم الحرب حكايات هذه القصص المرعبة لا يمكن للعقل البشري أن يتصور أنها قد تحدث إلا في قصص الخيال المخيفة، وإلا كيف نتصور مثلا أن يلجم الإنسان كما يلجم البعير ثم يعلق بلجامه في السقف لتسهيل وضع ميسم ملتهب على جسده، كمن يريد أن يضع وسمه الخاص على بعيره حتى لا يضيع وسط جمال الآخرين، مثل ما تم تطبيقه في محمد ولد خطري وأعمر ولد السيد وغيرهم. وهل يمكن تخيل رجل يدخل عمود خشبي في دبره ويحمل به كما تحمل الذبيحة بعد سلخها؟ وأين كرامة الإنسان مما ذكره بعض الناجين أنه حدث مع المرحوم تغرة ولد باباه الذي تم رميه في حفرة للصرف الصحي؟ وهل يعقل أن يصدق أن شخصا يتم اختطافه بسبب أن أسلافه سبق وأن شاركوا في حرب بين قبيلتين ويودع في المعتقل لمدة 12 سنة دون أن يعرف له أهله أي أثر، وفي المعتقل حين يكتشف أنه حافظ للقرآن الكريم ومصمم على عدم نسيانه تتم معاقبته لسنين طويلة بأن يحمل كل يوم فضلات كل المسجونين في مقبرة الرشيد ويفرغها في مطارح مخصصة لها؟ وهل يمكن تخيل ضحايا يجبرون على حفر بئر ارتوازية وحين تسقط صخرة على أحدهم وتقصم ظهره يتم رميه في زنزانته ويبقى يئن داخلها حتى يفارق الحياة مثل ما حدث مع المرحوم الشيخ ولد يرعاه الله؟ وأين هذا كله من شخص تغرز حقنة في وريده ويترك ينزف حتى يعترف بجريمة لم يرتكبها أو يموت؟ وأين هو من ضحية يتم بتر أعضائه التناسلية بالكامل وحين تنتشر فظاعة هذا الفعل بين الناس يهدد بالقتل إن لم يعترف بأنه هو من قام ببتر تلك الأعضاء بهدف الانتحار، ثم تؤلف قصة سخيفة لا يمكن لعاقل تصديقها، وهي أنه دخل الحمام بعد أن طلب موسى حلاقة وقام بتلك الفعلة ليعثر عليه بعد ساعات وهو ينزف داخل الحمام ؟ قصص كثيرة تقشعر لها الأبدان وتصيب من يسمعها بالغثيان وأقلها نذالة أن هناك رجالا خرجوا من المعتقل ليجدوا أن زوجاتهم قد أنجبن من رجال آخرين بعد أن تم إرغامهن على التطليق بدعوى أن أزواجهن يعتبرون في عداد الأموات. الأمر الذي يدعو للتقزز عند البحث فقهيا عن نسب المواليد الجدد من نساء على ذمة رجال معلومي المكان ومسلوبين من حريتهم. والقليلات من النساء اللائي رفضن كن يتعرضن للمضايقات وينعتن بزوجات الخونة، وهنا لا بد من الإشارة إلى مسألة في منتهى القذارة والرذالة وهي أن بعض الجلادين كانوا يصفون حسابات شخصية مع بعض الضحايا على خلفية أنهم يخطفون أنظار النساء منهم ولا أدل على ذلك من تكسيرهم لأسنان الكثير من الضحايا، بل بعض المسؤولين الكبار في قيادة البوليساريو أمروا في عدة حالات بتكسير أسنان الضحايا التي يضحكون بها مع النساء بتعبير أولئك المسؤولين المعروفين بأسمائهم ومراكزهم. ونظرا لأن هذه القصص كثيرة ومؤلمة فسأكتفي بسرد نماذج منها كما رواها أصحابها. وكيف لي أن أكتب عن رجال إن تفحصت أجسادهم عرفت دون عناء أن سياط الجلادين كانت ترتع هناك، ومن آثار «القيد» على سواعدهم ستعرف أنهم كانوا يعاملون كحيوانات شاردة يريد الرعاة ترويضها ليضعوا عليها وسم المالك حتى لا تضيع في الصحارى والمهامه، وإن استمعت إلى أحاديثهم عن الذكريات الرهيبة التي عاشوها، ثم رأيتهم يقهقهون، عرفت أنهم كانوا - قبل أن تداس إنسانيتهم وكرامتهم – رجالا صناديد، وما كان لمعنوياتهم أن تتحطم أمام أي خطب لولا لؤم جلاديهم من زبانية البوليساريو، ولولا أن «أم عامر» لم تستطع تغيير غريزتها المتوحشة، إن سألتهم، واحدا.. واحدا عن جرمهم، سمعت نفس الإجابة: «لقد اعتقلوني من جبهات القتال أو من إحدى ساحات البناء وأنا أستعد للموت دونهم ودون المخلفين والنساء والأطفال، لأكتشف لاحقا في «غار» ليس في حرى أو على الأصح في قبر ليس على قدري أنني أنا مجير «أم عامر».