تسابق أجهزة الأمن و الاستخبارات الليبية الزمن لحل لغز جريمة قتل ذهب ضحيتها مهاجر مغربي، عثر عليه مقتولا، يوم الأحد 23 يوليوز، بضواحي العاصمة طرابلس وقد ظهرت على جثته آثار تعذيب. مصادر من التنسيقية المغربية للجالية المقيمة في ليبيا كشفت في اتصال ب«أحداث أنفو » أن المغربي عصام الخمار كان قد تلقى اتصالا هاتفيا، مساء يوم الجمعة 21 يوليوز، غادر على إثره المنزل الذي يتقاسمه مع بعض المهاجرين المغاربة بمنطقة السراج بالعاصمة الليبية، لتنقطع أخباره بعدها تماما لمدة تقارب الثلاثة أيام، ما جعل رفاقه يتوجسون من إمكانيات تعرضه للأذى على يد عصابات تنشط بالمنطقة و تقوم باختطاف مهاجرين للمطالبة بفديتهم. هواجس سرعان ما تحولت إلى حقيقة صادمة، عندما فوجؤوا بصور جثة عصام الخمّار منشورة على الصفحة الرسمية لجهاز أمني بالعاصمة طرابلس على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مع تعليق تدعو فيه من تعرف على الجثة إلى الاتصال بالمصلحة الأمنية المذكورة. ذات المصادر أفادت أن المعاينة الأولية للجثة، التي ترقد حاليا بمستودع الأموات بمستشفى الزهرة بطرابلس، كشفت أن الوفاة نتجت عن جرح غائر على مستوى العنق مع تعرض الراحل لطلق ناري بمؤخرة ساقه اليسرى يُرَجَّح أن يكون قد أصيب به اثناء محاولته الفرار من الجاني أو الجناة، الذين لم يكتفوا بذلك بل عمدوا أيضا إلى التمثيل بجثته بشكل بشع بعد تصفيته. ويميل المحققون الليبيون إلى ترجيح فرضية أن الجريمة لم تكن حادثا عرضيا بل تم التخطيط لها و تنفيذها مع سبق إصرار و ترصد لأسباب تظل مجهولة لحدود الساعة، مع استبعاد فرضية أن تكون دوافع وراء ارتكاب الجريمة بالنظر إلى أن المنطقة التي عُثِر بها على الجثة لا تعرف نشاطا للتنظيمات الجهادية بقدر ما تنتشر بها ميلشيات موالية للزعيم المقتول معمر القذافي. و في الوقت الذي تبذل فيه التنسيقية المغربية للجالية المقيمة في ليبيا مجهوداتها من أجل ترحيل جثمان الراحل لدفنه بمسقط رأسه بإقليم قلعة السراغنة، تصطدم هذه المجهودات بعراقيل روتينية من طرف مصالح وزارة الخارجية المغربية بالرباط ، و هو ما دفع شقيق الراحل، في اتصال ب"أحداث أنفو"، إلى مناشدة المصالح والإدارات ذات الصلة بعملية نقل الجثة إلى تسريع الإجراءات و المساطير المتعلقة بنقل جثمان شقيقه من ليبيا إلى المغرب.