بالموقع التاريخي باب الماكينة بمدينة فاس ، ترأست الأميرة للا سلملى رفقة السيدة دومينيك واتارا حرم الرئيس الإفواري الحسن واتارا افتتاح الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة ، حيث افتتح بعرض إبداعي وازن شارك فيه نخبة من الفنانين القادمين من كل أرجاء العالم تحت عنوان "روح فوق الماء" من إعداد وإخراج المدير الفني للمهرجان ألان فيبر وتلحين قائد الأركسترا رمزي أبو رضوان . هذا العرض الذي يستقي عنوانه من أغنية أسطورية لبوب ديلان يسلط الضوء على الماء كمصدر للحياة بإخراجه وسرد ه الموسيقي مصوغان بأسلوب عصري وعضوي بمشاركة جوق كبير ومقتبسات من مختلف التقاليد تتمازج وتهتدي بروح الطبيعة في توليفة جمعت بين المحاكاة الصوتية وخرير المياه وهدير الأمواج وأغاني الحيتان الضخمة . وسافر الحفل بالحاضرين في رحلة شعرية انطلقت من نافورات فاس، التحف المعمارية التي يتدفق منها الماء، لتمضي من الينابيع الجبلية وصولا إلى المحيط. ويتعلق الأمر برحلة تتناول أساطير مختلفة تستحضر في كافة محاورها الماء، الذي إن كان يهب الحياة، فإنه قد ينزعها أيضا، بدء من طوفان الأزمنة الميثولوجية إلى الفيضانات المهولة التي يشهدها كوكب الأرض في العصر الحديث. ولامس العرض موضوع الماء في شقيه الإيكولوجي والروحي، حيث تطرق إلى سقايات فاس ونافوراتها وشلالات الأمازون ورمزية الماء في الطبيعة منذ بداياتها الأولى وفي التراث الشفهي القديم بمرتفعات الأطلس والكناري، وإحالته في سفينة نوح والطوفان أو واحات الصحراء المحتفى بها في الشعر الصوفي، لتكون أمسية الافتتاح أصدق تعبير عن شعار الدورة ال 23 الملتزم باحترام البيئة بإضفاء الطابع الروحي على جوهرها الطبيعي.