من الرباط دعا مهنيون في مجال الصحة، أمس بالرباط، إلى تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية والتكفل بمرضى الهيموفيليا خلال مراحل التشخيص والعلاج. والهيموفيليا مرض وراثي يمنع الدم من التجلط أو التخثر عموما، وعادة ما ينزف دم المصاب بشكل كبير ويتجلط ببطء شديد، ومعظم الذين يصابون بهذا المرض من الرجال. ويعاني أزيد من ثلاثة آلاف شخص في المغرب من الهيموفيليا، وهي ثلاثة أنواع، إما حادة أو خفيفة من مسببات المرض خلل في الكروموزوم الصبغي (X) وهو أحد كروموزومين يحددان جنس الشخص ذكرا أو أنثى، أما الثاني فهو الكروموزوم (Y) الذي ليس له جينات لعوامل التجلط وللذكور كروموزم (X) واحد وكروموزوم (Y) واحد أيضا. أما الإناث فلديهن اثنان من الكروموزوم (Y) والابن الذي يرث الخلل في الكروموزم، (X) يصاب بالمرض والبنت التي ترث جينا مختلا في واحد من كروموزمي (X) تكون حاملة للمرض، ويمكنها أن تنقل هذا الجين المختل لأطفالها، ولكنها لن تصاب بالمرض لأن الجين غير المختل يعطيها ما يكفيها من عوامل التجلط، لكن في حالات نادرة جدا ترث الأنثى الجينات المختلفة في كروموزوم × وبذلك تصاب بالمرض. وبسبب عدم القدرة إلى الولوج للعلاج نظرا لتكلفته المرتفعة، يؤدي إلى عدم تشخيص عدد من الحالات، أو وفاة حالات أخرى قبل تسجيلها، لهذا فقد أعدت وزارة الصحة خطة وطنية لمواجهة هذا الداء. وتتمحور أساسا حول تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية والتكفل بالحالات، سواء أثناء مرحلة التشخيص أو العلاج من داء الهيموفيليا، وذلك عبر إنشاء مراكز مرجعية في المراكز الاستشفائية الجامعية، وإنشاء مراكز جهوية للتشخيص وتتبع الحالات على مستوى تسعة مستشفيات إقليمية. يذكر أنه خلال لقاء الرباط، أشار رئيس الجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا، في كلمة بالمناسبة، إلى أن مرض الهيموفيليا هو حالة مستعجلة، وأن كل تأخير في علاجها يمكن أن يكلف المصاب به حياته، مضيفا أنه تم إعداد مخطط عمل من طرف وزارة الصحة، بالتعاون مع الجمعية المغربية للهيموفيليا وفاعلين آخرين من المهتمين بهذا المرض، من أجل تحسين شروط الحصول على الخدمات الصحية لمرضى الهيموفيليا.