متطرف مغربي آخر ينضاف إلى قائمة المطرودين من إيطاليا، بعدما أثبتت التحقيقات المعمقة التي باشرتها سلطات البلاد الأمنية تبنيه الفكر «الجهادي» وتهديده الأمن العام للبلاد. هذا ما أعلن عنه مساء أمس (الأربعاء)، وزير الداخلية الإيطالي، ماركو مينيتي، لوسائل الاعلام، حيث كشف أن المغربي، البالغ من العمر 32 عاما، والذي كان يقيم بمدينة بادوفا (شمال شرق إيطاليا) تم طرده إلى المغرب، عبر رحلة جوية من مطار «مالبينسا» بميلانو نحو مطار محمد الخامس، بناء على ما توصلت إليه تحريات مكتب الاستخبارات الإيطالي «ديغوس»، التي وصفته في تقريرها ب«الذئب المنفرد». وأوضح بيان لوزارة الداخلية، أن الشاب المغربي، الذي يعمل تاجرا متجولا في الأسواق المحلية للمدينة، لفت انتباه المحققين خلال رصد مجموعة من الاتصالات قام بربطها مع إمام جزائري سبق أن طردته السلطات الإيطالية إلى بلاده عام 2015، حيث كشفت تقارير استخباراتية أن المهاجر المغربي، الذي لم تفصح السلطات عن هويته، كان يتبنى أفكار «السلفية الجهادية» من خلال نشر لجميع الفتاوي والأفكار التي تشيد بالتيار السلفي في رسائل صوتية ومكتوبة على وسائل التواصل الاجتماعي «الواتساب» و«سكايب» و«فيبر». وحسب المصدر ذاته فقد عثرت عناصر الشرطة التي داهمت، فجر الأربعاء، بيت المغربي، المقيم بإيطاليا منذ سنة 2003، على مواد للدعاية تتضمن أشرطة فيديو وملفات صوتية تحتوي على خطب للأئمة سلفيين تحرض على الاستشهاد والقضاء على المسلمين «الكفار» الذين « يعيشون على أنماط الحياة الغربية». كما ضبطت أشرطة فيديو وصور تبرز الأماكن الأكثر ازدحاما في وسط مدينة بادوفا. وأشارت التحقيقات، التي بدأت أواخر عام 2015 إلى أن المغربي، الذي كان متزوجا من مولدافية، «لم يكن جزء من شبكة منظمة، لم يكن أحد المجندين لصالح تنظيم الدولة الإسلامية. موضحة أن المغربي الذي سبق له أن شارك في تأسيس المركز الإسلامي الحكمة بمدينة بادوفا سنة 2012، كان يرغم زوجته وابنته الصغيرة على ارتداء الحجاب، وعدم الخروج من المنزل، وهو الأمر الذي سبق أن جره إلى المحاكمة عام 2009. ويذكر أن السلطات الإيطالية كثفت من إجراءاتها الأمنية، منذ الاعتداء الارهابي على صحيفة «شارلي إيبدو» في فرنسا مطلع عام 2015، حيث قامت باعتقال وطرد العشرات من المتشددين والمتطرفين والمشتبه في إعدادهم لهجمات إرهابية على الأراضي الإيطالية.