توقفت رحلة سائق حافلة ركاب تربط بين مدينة وجدةوأكادير، عند حدود المحطة الطرقية بمراكش، بعد أن أجبر على الترجل من خلف المقود، لاقتياده صوب الدائرة الأمنية السابعة، لمواجهته بما اقترفه من سلوك لا يمت للإنسانية بصلة. بدأت فصول الواقعة زوال أول أمس، حين بلغت الحافلة المحملة بالركاب والمسافرين رحاب المدينة الحمراء، قادمة من مدينة وجدة، في انتظار استئناف مسارها صوب مدينة الانبعاث، بحيث ما كادت أقدام بعض الركاب تطأ عتبات المحطة الطرقية، حتى سارعوا وعلامات الغضب والاستياء بادية على محياهم صوب مكتب الشرطة، لإخبار العناصر الأمنية بتفاصيل «سلوك لا إنساني» اقترفه السائق في حق أحد الركاب الذي ألمت به ضائقة صحية خطيرة. أجمعت الشهادات على الراكب/الضحية قد اعتراه عارض مرض، تشي تداعياته عن خطورة وضعه الصحي التي تفرض المسارعة بالتوجه به صوب أقرب مستشفى، خصوصا بعد أن ألمت به حالة قيء مزمنة بدأ إثرها يلفظ الدماء. في ظل تفاقم الوضع الصحي للمريض، فوجئ الركاب بسائق الحافلة يتوقف بقارعة الطريق على بعد كيلومترات من مدينة سطات، ويطلب من المريض أن يترجل من على متن الحافلة لاستكمال «حالة القيء»، بعيدا عن فضاء الحافلة ومقاعدها. وحتى تمتد مساحة السريالية، سيفاجأ الركاب بالسائق يطلق العنان للحافلة، مخلفا وراءه الراكب المريض يكابد وحيدا «آلام وضعه الصحي»، على قارعة الطريق في مكان خلاء، يصعب أن يتلمس بها أي عون أو مساعدة، ودون أن تنفع كل نداءات الركاب واستنكارهم في تراجعه عن موقفه. ظل الغضب والحنق من هذا السلوك الأرعن يعتصر القلوب والأفئدة، والجميع مشغول بمصير الراكب المريض المتخلى عنه بهذه الطريقة غير الإنسانية، إلى أن وصلت الرحلة إلى مدينة مراكش فسارع بعض الركاب لإخطار المصالح الأمنية بتفاصيل الواقعة، ليتم توقيف السائق واقتياده صوب أقرب دائرة أمنية لإحاطته بالمتعين من إجراءات، فيما استأنفت الرحلة طريقها تجاه مدينة أكادير، بعد أن تولى قيادتها السائق الثاني.