«س.س» يمارس الإمامة بمسجد بدوار آدار بجماعة تمليلت باقليم شيشاوة، وبعد زيارة له للعاصمة الإدارية وقضائه لأغراضه التي لأجلها حل قبل ذلك بمدينة الرباط، حزم حقائبه منتصف الشهر الجاري، وتوجه صوب المحطة الطرقية لنقل المسافرين الرباط من أجل التوجه هذه المرة صوب العاصمة الاقتصادية، وهناك شرع في البحث عن وسيلة للمواصلات، فإذا به يجد البعض يخبره بتوفر سيارة من نوع «رونو كونغو» يمكن لصاحبها أن ينقله إلى وجهته إلى جانب ركاب آخرين، وهي الرحلة التي لها الكثير من الايجابيات، فبواسطتها يمكنه ربح الوقت الزمني، فضلا عن توفر شرط الراحة وتجنب كثرة التوقف بهذه النقطة أو تلك، وهو الأمر الذي بات يميز حافلات نقل المسافرين، متسببا لهم في الكثير من الارهاق، فضلا عن الاكتظاظ وأمور أخرى قد تجعل الرحلة شاقة. اقتراح لقي استحسان الإمام الذي فضل وسيلة السفر المتاحة أمامه، فركبها بكل طواعية بعد أن اتفق على ثمن الأجرة التي يجب عليه أن يسددها، وأخذ له مكانا إلى جانب الركاب، وبعد لحظات انطلقت السيارة في اتجاه المحطة الطرقية لاولاد زيان، وفقا لاعتقاده، وبين الفينة والأخرى كان يتفرس في وجوه ركاب السيارة الثلاثة أو يتأمل في الطريق، بينما كانت السيارة تقطع الطريق مناورة تارة ذات اليمين وتارة أخرى ذات الشمال، وبعد لحظات عرّج السائق يمينا بعد تجاوزه لمجال مدينة تمارة، وهناك فوجئ بكون المسافرين/الركاب ليسوا سوى لصوص، وبأنه وقع ضحية لعصابة تصطاد ضحاياها من مرتادي المحطة الطرقية الراغبين في السفر، حيث قاموا بتكبيل يديه من خلال التهديد بواسطة السلاح الأبيض، فسلبوه مبلغا ماليا قدره ستة آلاف درهم، وهاتفا نقالا وأغراضا أخرى، وبعد ذلك تخلصوا منه بالشارع العام بعد استيلائهم على ما كان بحوزته! الإمام/الضحية تدبر أمر وصوله إلى الدارالبيضاء المدينة المليونية، وهناك وبعد بلوغه المحطة الطرقية لاولاد زيان، توجه صوب المصالح الأمنية مدليا بشكايته التي استعرض خلالها أمام أسماع العناصر الأمنية تفاصيل السرقة التي تعرض لها، والتي لحسن الحظ وبفضل الألطاف الإلهية لم يتعرض خلالها لمكروه، مدليا بأوصاف اللصوص، والسيارة الرمادية التي لم ينتبه لأرقام لوحتها المعدنية، لعلها تساعد رجال الأمن على وضع اليد على عناصر العصابة التي قد يكون ضحاياها متعددين!؟