إجراءات «استثنائية» سطرها مسؤولو المصالح المعنية، كل في دائرة اختصاصه، حتى تمر أجواء عيد الأضحى المبارك في ظروف حسنة، وحتى يتمكن الركاب الذين يقصدون المحطة الطرقية لاولاد زيان من التنقل صوب مسقط رأسهم، بشكل طبيعي خال من أية شوائب ... تدابير اتضحت معالمها منذ اليوم الأول من الشهر الجاري، وإن اعتبرها بعض المسؤولين أمرا روتينيا يدخل في نطاق تدخلاتهم اليومية، دون أن ينفوا أن تكون التعزيزات التي يتوصلون بها خلال فترات مماثلة تساعد على التواجد والفعالية والأداء بشكل أكثر مردودية. ففي الجانب الأمني لوحده تم تقديم إلى غاية صباح يوم السبت الأخير على أنظار العدالة 92 شخصا تعددت أسباب إيقافهم، والتي جاءت على الشكل التالي: (2 من أجل التلبس بالسرقة 2 النصب والاحتيال 7 السكر والوساطة 14 التخدير والوساطة 1 التلبس بالسرقة وحيازة السلاح الأبيض 1 السرقة بالنشل 1 مبحوث عنه 1 السكر العلني وحيازة السلاح الأبيض بدون سند شرعي و 36 شخصا بتهمة البيع بالتجوال )، وهو العدد الذي يتضح أنه انخفض مقارنة بشهر شتنبر الذي بلغ عدد المساطر التي أنجزت خلاله في مختلف التهم 118 مسطرة، إضافة إلى 180 عملية للتحقق من الهوية، وإيقاف 57 بائعا متجولا حجزت لديهم 120 قنينة مشروبات غازية، 88 قنينة ماء معدني صغير الحجم، 960 علبة بسكويت و 488 «ساندويتش» تم تسليمها للسلطة المحلية، دون إغفال الجانب المحوري في «حياة» المحطة والذي يخلق مشاكل عدة بالنسبة للركاب، وهو المتعلق بالوسطاء أو «الكورتية المزيفين»، الذين بلغ عددهم خلال شهر شتنبر 112 شخصا ضمنهم 20 قدموا أمام العدالة، وهو الرقم الذي يعكس العدد الفعلي لهذه الفئة، إذ أن عملية التوقيف، وفقا لمصدر مطلع، قد تطال الشخص نفسه مرات متكررة مما يرفع سقف عدد المساطر المنجزة في هذا الإطار. الوساطة، تشكل الظاهرة الأكثر تأثيرا على مسار المحطة يعاقب عليها الفصل 24 من قانون النقل البري والسير على الطرقات، والتي يحددها في غرامة تتراوح بين ألفين و 10 آلاف درهم، وبالحبس من ستة أيام إلى ستة أشهر أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط، مع الرفع من العقوبة في حالة العود، وهي الظاهرة التي تنتشر بفعل عوامل متعددة من قبيل موقع المحطة الطرقية، وتواجدها وسط العديد من الأحياء الشعبية، لتكون بذلك قبلة مفضلة للعديدين من أجل «البريكولاج» والبحث عن مصروف للجيب، إضافة إلى تقارب توقيت العديد من الرحلات مما يولد رغبة أكبر لدى النقالة للظفر بأكبر عدد ممكن من المسافرين، وهو ما يدفعهم إلى تسخير هذه الفئة، فضلا عن رغبة بعض المسافرين عدم أداء ثمن التذكرة المحددة في الشبابيك وتفضيلهم ركوب الحافلة خارج المحطة بثمن أقل، ليبقى السبيل الوحيد لمحاربة هذه الظاهرة هو التسريع بالعمل بنظام التذاكر الالكترونية عن طريق استعمال النظام المعلوماتي، وهو ما سيفرض على الجميع اللجوء إلى الشبابيك للحصول على تذكرة السفر. الوقوف على مدى نجاعة الترتيبات المتخذة دفعت بالسلطة الأولى بالعمالة إلى القيام بزيارة، يوم السبت، إلى المحطة الطرقية للاطلاع على سير عملية نقل الركاب ، والتي همت تفقد شبابيك الأداء التي يشتغل منها 23 شباكا من أصل 32 شباكا، مع استفسار الركاب عن أية مشاكل محتملة، والتي تجند لمواجهتها طاقم أمني من مختلف الأسلاك ، سواء من عناصر الصقور أو العناصر الأمنية وأفراد الحرس الترابي وأعوان السلطة، إضافة إلى تواجد سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية من أجل أي تدخل محتمل ..، الزيارة التي جاب خلالها المسؤولون جنبات المحطة الخارجية ومرافقها الداخلية وساحة توقف الحافلات، شهدت صعود بعضها للاستفسار عن أحوال المسافرين بها، والتي لم تخل من أحداث من قبيل توجه رجل مسن مصحوبا بسيدة قادمين من نواحي مراكش الذي اشتكى من سرقة حقيبته في حين نفى سائق الحافلة ومعاونوه الأمر، مما دفع إلى إحالة الأمر على الشرطة للبحث في الموضوع، وهو أمر يوضح أن الحياة اليومية بالمحطة الطرقية وبجنباتها لاتخلو من مشاكل، إلا أن ذلك لايعفي المتضررين من طرق أبواب المسؤولين، لاتخاذ الإجراءات اللازمة، كما هو الحال بالنسبة للرفع من أثمنة التذاكر بشكل غير قانوني، حيث بناء على شكايات متضررين تم إنجاز 7 محاضر في ظرف يومين، وفرض على المخالفين رد الفارق للمعنيين بالأمر مع إحالة المحاضر على النيابة العامة، وهي العملية التي تقوم بها لجنة في عين المكان بالشباك رقم 1 ، الذي هو عبارة عن مكتب لمراقبة الأسعار ولاستقبال شكايات المواطنين، دون إغفال أن المصالح الأمنية تخزّن في النظام المعلوماتي صورا لكل الأشخاص الذين مروا أمامها من موقوفين، من وسطاء مزيفين، لصوص، عاهرات، باعة متجولين، ماسحي الأحذية..، وغيرهم ، الأمر الذي يمكن أن يساهم في تعرف المشتكين على أي منهم في حال ارتكابه لعمل مخالف للقانون. خلال زيارة العامل للمحطة رفقة رئيس المنطقة الأمنية أعطيت تعليمات بضرورة «الحرص على إخلاء ساحة الوقوف من الحافلات ليلا وعدم السماح بمكوثها هناك، إضافة إلى منعها من تغيير زيوت تشحيمها داخل المحطة، والحرص على النظافة والأمن العام والوقوف ضد المضاربين لحماية المواطنين من أي رفع غير مشروع للأثمنة» . وفي السياق ذاته، فإن أجواء العيد هاته دفعت وزارة النقل إلى تسليم 50 رخصة نقل استثنائية إلى غاية الحادية عشرة صباحا من يوم السبت نحو كل الاتجاهات، في حين بلغ عدد الرحلات التي سجلت انطلاقا من يوم الثلاثاء 9 أكتوبر إلى غاية صبيحة السبت 2157 رحلة بأكثر من 107.850 مسافرة ومسافرا نحو ربوع المملكة، في حين تباشر السلطة المحلية بالمحطة الطرقية تدخلاتها اليومية التي لاتقف عند حدود المحافظة على الأمن العام والنظام، والسهر على محاربة كل المظاهر الشائنة، بل تشمل الحفاظ على نظافة المرافق، وسلامة الإنارة، ومحاربة التسول والتشرد، حيث تقوم، وفقا لمصدر مطلع، بتدخلات يومية في هذا الصدد تسفر عن نقل 4 متشردين ومتسولين على الأقل يوميا، وهو ما يرفع العدد شهريا إلى أكثر من 30 موقوفا تتم إحالتهم على مركز دار الخير بتيط مليل.