فضيحة من العيار الثقيل، تفجرت قبل أيام، في منطقة مورسيا جنوب إسبانيا، بعدما ألقت الشرطة القبض على طبيب مغربي مزيف، أجرى المئات من عمليات الختان لأبناء الجالية المغربية، وتبين من خلال التحقيقات، أن الجراح المزيف، كان يقوم بهذه العمليات بتعاون مع عدة أشخاص تم تحديد هوياتهم، من بينهم موظف في القنصلية المغربية بمدريد. الجراح المزيف، أجرى العشرات من عمليات الختان تفتقد لأدنى الشروط الصحية، بعد إيهام المهاجرين المغاربة أنه طبيب جراح. وتبين من خلال التحقيق الذي تباشره فرقة خاصة من الشرطة الوطنية الإسبانية، أن المدعو رشيد البالغ من العمر 40 سنة وهو صاحب شركة لنقل الأموات، كان يشتغل مساعدا لجراح مغربي مشهور قضى 20 سنة في مدينة مورسيا، وبعد أن أجرى لديه تدريبا لأشهر قليلة، انتحل صفته، وافتتح عيادة بالمدينة نفسها، مستغلا اسم الطبيب المشهور في هذا المجال. ووفقا لما أوردته شرطة مورسيا الإسبانية، فإن المغربي، فتح عيادة طبية بشكل غير قانوني في حي (مورسيان دو سان أندري) بغرض ختان الأطفال، إذ كان يجني من وراء كل عملية ختان 150 أورو، بعد أن تمكن من خداع آباء الأطفال لمدة عامين، وأنه بدل تعقيم المعدات الطبية، كان يقوم بتنظيف آلاته في غسالة الصحون. وانفضح أمر الجراح المزيف، بعدما وصل إلى علم الجراح الحقيقي، أنباء على أن مساعده الأسبق انتحل شخصيته، وبدأ بإجراء عمليات ختان لأبناء الجالية المغربية، في عدة مدن إسبانية، فقام بتكليف محققين خواص، لاقتفاء أثره، ليتبين كذلك تورط مجموعة من المساعدين للطبيب المزيف في عمليات الختان. وكشفت المصادر ذاتها، أنه تفاديا للتحقيق مع القنصل المغربي في هذه القضية، أعلنت القنصلية أنها ستقوم بفصل الموظف المتورط مباشرة في هذه القضية، فيما لازال الجراح المزيف رهن الاعتقال الاحتياطي، إلى حين استكمال التحقيق معه في هذه القضية بشأن التهم الموجه إليه، ومنها تعريض حياة العديد من الأطفال للخطر، وانتحال صفة، والاحتيال.