أكد صلاح الدين مزوار ، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ، أن البرنامج الانتخابي الذي يستند إليه الحزب لدخول غمار الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 7 أكتوبر المقبل، يروم تقوية مناعة النموذج المغربي حيال كل الصدمات المحتملة. واستعرض مزوار ، خلال لقاء مع وسائل الاعلام عقده مساء أمس الخميس بمدينة الدارالبيضاء ،الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي للحزب مبرزا أنه يقترح إنجاز مجموعة من الاهداف الماكرو – اقتصادية في أفق سنة 2021،تتمثل في تحقيق نسبة نمو تتراوح بين 5,4 في المائة و 5,5 في المائة و معدل نمو غير الفلاحي بنسبة تزيد عن 4 في المائة و حصر عجز الميزانية بين 2 في المائة و 3 في المائة و نسبة التضخم في أقل من 2 في المائة و معدل البطالة في أقل من 8 في المائة.
وسجل مزوار في هذا الاطار أن المغرب "تصدى بتدبير حكيم و حس وطني جماعي راق لصدمتين كبيرتين هما الازمة المالي و الاقتصادية لسنة 2008، و حراك ما اصطلح عليه بالربيع العربي"، معتبرا أن الرهان الاول للبرنامج الانتخابي للحزب هو تقوية مناعة النموذج المغربي "في ظل محيط اقليمي يزداد اضطرابا و رهانات فاعلين اقليميين و دوليين في تعارض مع المصالح الاستراتيجية لبلادنا" . وعلى الصعيد السياسي ، أكد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أن البرنامج الانتخابي يقوم أساسا على تثبيت مكتسبات دستور 2011 من خلال تكامل وتعاون أكبر بين السلط وتوفير الدعم المادي و التأطير التقني و المسطري لتسريع بناء الجهوية و العمل على ضمان التوافق و الانسجام المجتمعي في قضايا الشأن العام و صياغة ميثاق اجتماعي في مجالات الشغل و الانتاج و ربط المواطن بالقضايا المصيرية للبلاد ضمن محيط خارجي متحول ، ومواصلة سياسة التفاعل اليقظ مع التحولات الدولية عبر تدبير تموقع المغرب في الخارطة الناشئة "وفق ما تمليه مصالحه الانية و الاستراتيجية". أما على المستوى الاقتصادي ،فينبني البرنامج الانتخابي على معالجة ثلاثية النمو و التشغيل و الخدمات الاجتماعية من خلال الرفع من مستوى الاستثمار الوطني و تخصيص 60 مليار درهم للاستثمار في الميزانية العامة مع مراعاة التوزيع الجهوي و تسريع المنحى القائم لتنويع الشركاء الاجانب. و أبرز مزوار أن التجمع الوطني للأحرار يقترح برنامجا مفصلا يضع المواطن في صلب اهتماماته ،خصوصا عبر تحرير الطاقات وتقوية التضامن و تحقيق انتظارات المواطنين من أجل حياة كريمة ، من خلال تعزيز دور الدولة في تنسيق السياسيات العمومية و تشجيع المقاولة ، و ضمان ممارسة المواطنين لحقوقهم و حرياتهم ،و تعزيز ثقافة الديموقراطية ومشاركة المواطن في تدبير الشأن العام و تعزي التماسك الاجتماعي لتحقيق التضامن الفعال. و خلال هذا اللقاء، توقف عدد من قيادي الحزب، في مداخلاتهم، عند الاوراش الاجتماعية الخمسة ، ذات الاولوية ، التي سطرها البرنامج الانتخابي و التي تتوزع بين قطاعات التعليم و الصحة و الشغل و الشباب و التضامن. و شددوا في هذا السياق على ضرورة اعتماد إصلاح جذري لمنظومة التربية و التكوين و إعادة الاعتبار للمدرسة المغربية، و رفع مستوى الخدمات الصحية و الولوج الى العلاج ، و اعتماد نموذج للنمو قادر على الادماج و خلق فرص الشغل، و استثمار الطاقات الشابة في دعم المسيرة التنموية و رفع التحديات المستقبلية ، و تعزيز التضامن مع المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة و سكان مناطق العالم القروي. وأشاروا الى أن الحزب يشتغل ايضا على أربعة أوراش ذات أهمية تتمثل في الحكامة العمومية من خلال تحسين فعالية الادارة و المؤسسات العمومية، و استكمال اصلاح منظومة العدالة، و ووضع استراتيجية مندمجة لتطوير فضاءات عيش جيدة في المجالين القروي و الحضري، و سن سياسة عمومية ثقافية و اعلامية منفتحة على الفاعلين الخواص.