ضحايا الأخطاء الطبية بأكادير يلتئمون في ندوة نهاية الأسبوع الماضي،خلالها كشفوا عن جزء من أمراض الصحة بهذه المدينة، بكى بعضهم بحرقة وهو يحكي عن تجربته المؤلمة بعد خطإ طبي أفقده أحد اعضائه فيما آخر روى تجربة فقدان ابنه، أعز ما يملك بسبب الإهمال داخل الحاضنة وعدم منحه أوكسجين الحياة في الوقت المناسب. ثلاث تجارب لافتة عرضها ضحايا أمام الحاضرين في هذا اللقاء المنظم من قبل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأكادير النجار الباحث عن سارق كليته مند أزيد من ثلاث سنوات، تحدث عن الإجراءات القضائية والإدارية التي قام بها دون جدوى لحد الآن، ليظل الطبيب الذي يعتبره مسؤولا عن سرقة كليته حرا طليقا، وتحدثت هاجر واجميعة عن عمليات تجميلية أجريت لتقليص ثدييهما فحولت صدروهما إلى سيلان عفن دائم الجريان. فيما تحدث سمير من تدارت بأنزا عن فقدانه لأحد أبنائه بأحد مصحات المدينة بسبب الخطأ الطبي الناجم عن عدم تزويد صغيره الخديج بالأكسجين داخل الحاضنة، وقد طرق باب القضاء فحفظ شكايته، ومند ذلك الوقت يكابد وحيدا لإخراجها من جديد من الحفظ مستعينا بما يملكه من أدلة تدين المصحة الخاصة، سمير يعتبر أن ممرضة داخل المصحة أهملت ابنه ليلا حيث غادرت عملها تاركة مهامها فمات الصبي بسبب عدم منحه الأوكسجين اللازم داخل الحاضنة. هاجر فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها، وجميعة دخلت سنتها الأربعين، مأساتهما كانت سببا في تعارفهما، أرادتا تقويم أثدائهن فحكمت عليهن عملية جراحية بالتشوه والتعفن، أصيب الثدي بالموات التدريجي المتبوع بتحجره، لينفتح من أسفله ثقب يخرج منه على الدوام سائل لزج ذو رائحة كريهة وفي هذه الندوة كشفتا بأنهما يتقاسمان المحنة مع آخرين من ضحايا نفس الطبيبة التي شوهت صدورهن عوض تقويمها، وتعانيان اليوم في صمت في حين تصران على السير بعيدا في هذه القضية. وطالبت هاجر وجميعة بمساعدتهما على تجاوز المحنة التي تلازمهما، وبتحريك هذه القضية التي لا تراوح مكانها، رغم أن طبيبة مستشفى الحسن الثاني استغلت منصبها واستمرت في إلحاق الأذى بالضحايا. تؤكد هاجر واجميعة خلال هذه الندوة أن ثدييها بعد سنة مضت على العملية " التشويهية"يستمر في النزيف من خلال ثقب سفلي انفتج فجأة، وعند زيارتهما لأطباء آخرين اشعروهما بأن هذا العضو لن يعود إلى سابق عهده.. وتحكي جميعة أنها تعاني من البدانة ومن الشحوم الزائدة بثدييها ما سيبب لها التعب والارهاق الدائم ويؤثر على عملها، فأرادت تقويمهما، ليكتب لها أن تتقاسم المعاناة مع غيرها، فلم تعد قادرة على مزاولة مهنتها في الحلاقة مصدر رزقها.. حكيم عناية النجار مصر مند سنوات على معرفة من قام بالسطو على كليته مستمر في متابعة قضيته أمام المحكمة رغم حفظ شكايته خلال المرة الأولى، وقد اثارت فقضيته وزارة الصحة التي قامت بفتح تحقيق من خلال لجنة الفحص الطبية، وعند صدور تقريرها كشف عناية عن خروقات عديدة شابته ليقرر مقاضاة هذه اللجنة. "قضية سرقة كليتي اليسرى تتجاوز الخطأ الطبي، هي جريمة مكتملة الاركان" هكذا تحدث عناية في شهادته مصر على أنه دخل مستشفى الحسن الثاني بكليتين ليخرج بكلية واحدة وقد أدلى خلال هذه الندوة بشهادتين طبيتين تثبث عدم تواجد الكلية اليسرى كما ادلى بما يفيد أن أطباء بينهم طبيب مختص بالمستشفى العسكري يؤكد أن الكية انتزعت. بكار السباعي حمل الدولة حق إثبات الخطأ الطبي من عدمه، معتبرا أن القضية عقدية وإثبات الخطأ الطبي يبقى على عاتق المتضرروان الخطأ يبقى موجبا للتعويض بكار السباعي اعتبر أن الدولة تتحلم مسؤولية تأمين الصحة، وعدم تعريض حياة الناس للخطر والموت، وأعطى المثال بشهادتي هاجر وجميعة، وأوضح بكار السباعي أنه في إطار عمليات التجميل فالمسؤولية عقدية والخطأ يبقى موجبا للتعويض، كما اعتبر السباعي في اطار الاجتهادات القضائية أن الحالات المعروضة تزاوج بين المسؤولية التأديبية بموجب أخلاقي وأصل فني، والمسؤولية الجنائية التي يعاقب عليها بنص، والمسؤولية المدنية من خلال المسؤولية العقدية والمسؤولية التقصيرية. ورسم عزيز السلامي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان بأكادير صورة قاتمة عن الوضع الصحي بالمدينة واصفا إياه بالكارثي داعيا إلى إعادة النظر في المنظمة الصحية بكاملها، وتأهيلها. إدريس النجار / تصوير: إبراهيم فاضل