«ب 10دراهم باش شريتو !» يجيب محمد عن سؤال ثلاثة من المواطنين حضروا للملحقة الإدارية الكائنة قرب مشارف دواوير «التقلية والمكانسة ونبيل»، قبل أن يدلهم على الوراقة التي قصدها ل«شراء» استمارة الاستفادة من نظام المساعدة الطبية «راميد» محمد 45 سنة عاطل قصد أمس الخميس إلى الملحقة الإدارية للتسجيل اسمه والاستفادة من نظام المساعدة الطبية، أحضر معه كافة الوثائق: نسخة من بطاقته الوطنية ونسخة أخرى لزوجته، إضافة للصور، ولم يكن ينقصه سوى الاستمارة، قبل أن يطلب منه الموظف المسؤول أن يحضر مطبوع «راميد» ويحيله إلى مكتبة قريبة من الملحقة الإدارية، حيث ابتاع المطبوع ب10دراهم!:«هاد شي بزاف علينا!، ناس خادوه غير بدرهم!» يعلق محمد بحنق وانفعال، هو ومن انضم معه من جملة المواطنين الذين اشتروا الإستمارة بعشر أضعاف ثمنها، معللين ذلك بالقول:«راهم دايرين الإيد مع صحاب المكتبات أو الفوطوكوبي!»، وإلا لم يتم إرسالهم إلى مكتبات معينة دون غيرها؟، يعلق أحد المواطنين، الذي كان أكثر حرصا، وأحضر معه الاستمارة من مقهى أنترنت قريب من سكناه ولم يكلفه سوى درهم واحد0 عبد الهادي، رجل في الخمسينات من عمره، يقطن بحي ياسمينة بمقاطعة عين الشق في الدارالبيضاء، صرح بدوره أنه اقتنى المطبوع ب10 دراهم، حتى يستفيد بدوره أسوة ببعض المواطنين الذين حضروا بكثافة للملحقة الإدارية، لا يخفي بدوره تذمره محيلا ولو بشكل ضمني إلى وجود بعض الموظفين وأرباب المكتبات الذين انتهزوا فرصة تهافت المواطنين من المعوزين للاستفادة من «راميد» لتحقيق الربح المادي: « الدولة خاصها دير شي حل! مع هاد الناس اللي باغيين يديرو لفلوس على حساب الدرويش!»0 محمد وعبد الهادي وآخرون من بين الثمانية ملايين ونصف المخول لهم الاستفادة المجانية من العلاج، سيتسلمون في المقابل وثيقة ستخول له العلاج بشكل مؤقت بمختلف المستشفيات العمومية، في انتظار أن تسلم له بطاقة «راميد» إن كانوا بالطبع، ممن لهم الحق في الاستفادة، وقد أكد مصدر مطلع للجريدة أن من بين المسجلين، بعض المواطنين من المتقاعدين، الذين يتوفرون أصلا على التغطية الصحية يلجئون للتحايل للاستفادة من العلاج المجاني!، وتقديم ملفاتهم، متناسين أن «هناك لجنة خاصة ستبث في الملفات وستقصي من يتوفر مسبقا على التغطية الصحية!» يؤكد ذات المصدر0