«الحق في الصحة الإنجابية»، هو الشعار الذي يؤكد أهالي من الجماعة الحضرية لأيت باها أن مصالح وزارة الصحة قد ضربته في الصميم !. فقد أعرب مواطنون عن «تذمرهم» من القرار الذي تم اتخاذه أخيرا، والقاضي بإلغاء مجانية نقل النساء الحوامل على متن سيارة الإسعاف التابعة لوزارة الصحة، مطالبين المصالح المعنية بضرورة التعجيل بالتراجع عن القرار حفاظا على صحة نساء المنطقة الحوامل، سيما أن العائق المادي يحول في معظم الحالات دون إتمام الوضع، في ظروف صحية ما يجانب الأهداف المسطرة في الاستراتيجية الوطنية لخطة عمل الصحة التي تمتد إلى غاية السنة الجارية والتي تنص، في باب تعزيز الصحة الإنجابية، على النقل المجاني للنساء الحوامل والمواليد الجدد من المراكز الصحية إلى المستشفيات المختصة عند الاقتضاء. إلى ذلك، أكدت مراسلة من رئيس الجماعة الحضرية لأيت باها، موجهة للمندوب الإقليمي للوزارة المعنية، تسجيل «تراجع في الخدمات الصحية بالمركز الصحي الحضري بأيت باها»، موضحة أن المنشأة المذكورة تشهد خصاصا في العنصر البشري العامل بها، إذ لا يتجاوز عدد الأطر الطبية اثنين، وهما طبيب وطبيبة، علما أن المركز ذاته كان يتوفر سابقا على ثلاثة أطباء. كما أن مهام صحة الأم والطفل، تشرف عليها ممرضة واحدة، وهي غير كافية بتاتا لهذا التخصص الذي يتطلب القيام بعمليات التلقيح ومتابعة الحمل، فضلا عن تنظيم الأسرة. من جهة أخرى، يفتقد المركز لتقني المختبر وآخر في حفظ الصحة، بالإضافة إلى غياب تقني في الصحة المدرسية وسائق لسيارة الإسعاف بعد إحالة من كان يتولى المهمة على التقاعد. وعلى مستوى التجهيزات الطبية، فالبناية الوحيدة لهذا المركز الصحي، لاتتوفر على جهاز خاص بالأشعة السينية، إذ مازال الأول في عطبه منذ فيضان واد أيت باها خلال فبراير من سنة 2010، وبالرغم من توفر البناية على مختبر، فإن التجهيزات والأدوات القمينة بالاشتغال داخله تظل غائبة، زيادة على تقادم سيارة الإسعاف الوحيدة التي يتوفر عليها المركز وهي غير كافية لتغطية عملية نقل المرضى. بالإضافة إلى ضآلة كمية الأدوية المجانية التي يزود بها المركز، علما أن حصة الدواء تحتسب اعتمادا على كثافة ساكنة المركز الحضري، بيد أن هذا المركز يستقبل أعدادا كبيرة من المرضى الوافدين من الجماعات القروية المجاورة وجميعهم يستفيدون من حصة الأدوية المجانية المخصصة أصلا لساكنة المركز الحضري. وتشكل مصحة المداومة الليلية، بحسب الرسالة ذاتها، وحدة حيوية بالنسبة للمركز الصحي المعني، لكونها تستقبل الحالات المستعجلة على مستوى بلدية أيت باها وعشر جماعات قروية تابعة للدائرة الجبلية، إلا أن قلة الأطر المخصصة لهذه المداومة الليلية، حيث يتناوب عليها ممرضان إثنان، يجعلها غير قادرة على الاستجابة لطلبات الساكنة. وتجدر الإشارة إلى أن شساعة المجال الترابي الذي تغطيه خدمات المركز الصحي بأيت باها التي تمثل نحو 53 بالمائة من مساحة الإقليم، بالإضافة إلى الطبيعة الجبلية لهذا المجال بما تمثله من وعورة التضاريس، تجعل عملية نقل المرضى إلى المركز الإستشفائي الإقليمي ببيوكرى جد صعبة، ما يفرض ضرورة تحويل المركز الصحي لأيت باها إلى مستشفى محلي تابع للمركز الاستشفائي.