لم يخرح المجلس الإداري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في اجتماعه الثلاثاء الماضي بأي قرارات ذات أهمية. استمع أعضاء المجلس إلى تقرير تلاه المدير العام للشركة الوطنية محمد عياد هم أنشطة الشركة الوطنية طيلة العام المنصرم، وصادقوا عليها كما جرت العادة في دورات المجالس الإدارية. أهم الأرقام المفتاح في أنشطة هولدينغ فيصل العرايشي أن كتلة الأجور لم يطرأ عليها أي تغيير، رغم اختيار ثمانين عاملا من أصل أربعمائة المغادرة الطوعية، إذ بلغ حجم ميزانية الأجور 590 مليون درهم، وهو ما يمثل نسبة تفوق أربعين بالمائة من حجم المداخيل الإجمالية للشركة، والبالغة حوالي مليار و526 مليون درهم. وبلغت المداخيل الإشهارية للعام الماضي ما يفوق 252 مليون درهم، ووصل دعم الدولة إلى 550 مليون درهم. أما مساهمة المواطن من خلال الرسم المحسوب بفاتورة الماء والكهرباء فقد بلغت 380 مليون درهم، بينما لم تتعد مساهمة وزارة الاتصال 230 مليون درهم، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية 25 مليون درهم. كل هذه الأرقام لا تعكس الصورة المالية الحقيقية، إذ تعد غير نهائية نتيجة عدم استيفاء دار البريهي لكل مداخيلها المستحقة. فضلا عن المصادقة على هذا التقرير بأرقامه المتعددة صادق المجلس أيضا على زيادة ستمائة درهم المتعثرة في تطبيقها صادق عليها المجلس بدورها، وإن كان ممثل عن وزارة الاقتصاد والمالية أبدى تحفظه حول سنها دون المرور عبر المجلس الإداري لإقرارها والمصادقة عليها من الناحية الشكلية، رغم أن هذه الزيادة كانت بقرار سياسي تمخض عن جولات الحوار الاجتماعي بين حكومة عباس الفاسي والفرقاء النقابيين. ملف آخر حسم المجلس الإداري في أمره ويخص الهيكل التنظيمي للشركة، إذ لم يعد مسموحا بإجراء أي تعديل أو ترقيع قبل المصادقة عليه داخل المجلس، فما بين الهيكل الأول المصادق عليه، والهيكل الحالي مر كثير من الماء تحت الجسر. نقطة جديدة قديمة عادت لتطرح على طاولة النقاش تهم ضرورة تشييد مقر جديد لقنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تعددت القنوات وتنوعت لكن مقر تلفزيون دار البريهي ظل هو نفسه، يوجد بفضاء وسط العمارات السكنية، البناية كبناية وكشكل هندسي سواء من الداخل أو الخارج، لا توحي لا من قريب أو من بعيد أن الأمر يتعلق بما نسميه تلفزيون أو قنوات تلفزية، هذا النقاش قديم سبق طرحه في مناسبات سابقة، ولا ينتظر سوى الإرادة السياسية لتفعليه. الشركة الوطنية تملك وعاء عقاريا ضخما قد يكفيها بيع ما تملكه من هكتارات شاسعة بمحطة عين الشق لبناء مقر من أحدث طراز، يمكن أن يكون له مساهمة لتحقيق قفزة نوعية وطرد النحس الملتصق بالمقر القديم. المثير أن اجتماع المجلس الاداري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لم يثر أويشر لو على سبيل التوقعات إلى ميزانية العام الجاري، الحركة متوقفة، والجميع ينتظر دفاتر التحملات الجديدة، وماذا سيضيف وزير الاتصال الجديد مصطفى الخلفي من قيمة مضافة. ما رشح حتى الآن أن دفتر التحملات سيتضمن تعزيز باقة قنوات قلعة العرايشي بقناة برلمانية جديدة كما عبر عن ذلك ممثل عن وزارة الاتصال (حضر عنها ممثلان) ولكن هل يا ترى سيوازيها ضخ موارد مالية جديدة لها؟